" تلوث البحر" خطر يهدد حياة المواطنين في غزة

" تلوث البحر" خطر يهدد حياة المواطنين في غزة

2022/05/22 الساعة 04:44 م
6201424101651

خاص / اليوم الاخباري

لا يمكن للإنسان أن يعيش في بيئةٍ غير نظيفة يكون فيها الهواء والمياه غير صالحان للاستخدام، ولا يستطيع ان يعيش في تلك البيئة ويكون فيها القطاع الصحي سليم لأن الأمراض تتفوق على نفسها من أجل اصابة الانسان بأمراضٍ متنوعة الأمر الذي يزيد من خطورة العيش في هذه البقة الملوثة.

في غزة تحاول الكثير من بلديات الساحل أن توفر في مضخات المياه العادمة ومياه الصرف الصحي بتوريد تلك المياه الى شاطئ بحر غزة وكأن الشاطئ لا أحد يقترب منه! حيث تُعد التمديدات تكون مهمتها تصريف المياه من خطوط الصرف الصحي الممتدة في الطرق وتوريدها الى مياه البحر وذلك لعدم توفر مضخات لفلترة وتصفية واعادة تكرير تلك المياه.

هذا الأسلوب وغيره يجعل المواطن في غزة العيش بقلق وتوتر بشكل كبير حيث لا يوجد مأمن على صحته وحياته في ظل امكانية انتشار الأمراض التي تجد في ذلك البيئة المناسبة للانتشار، الأمر الذي يجعل المواطن الغزي يعيش حالة من الصراع الداخلي والقلق على حياته بين نار الاحتلال وعدوانه المتكرر على غزة وما بين التلوث البيئي الخطير.

ووفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 5.7 ملايين م3 في العام 2020 نتيجة تشغيل محطات تحلية محدودة الكمية في غزة، حيث من المتوقع زيادة انتاج هذه الكميات بشكل كبير في الأعوام القادمة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.

وقدّرت تقارير رسمية تم نشرها في وسائل الإعلام بأن أكثر من 110 آلاف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يتم ضخها إلى مياه البحر بشكل مباشر من 23 مصرفاً تمتد على طول شواطئ القطاع، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن ما يتم ضخه يزيد على 120 ألف متر مكعب وهذا مؤشر خطير جداً.

ويرجع أحد أسباب تدفق مياه الصرف الصحي الى البحر هو قيام الاحتلال الاسرائيلي باستهداف الشوارع والطرقات الرئيسية وتجمعات مياه الصرف الأمر الذي يُجبر الحكومة والبلديات للتصرف وايجاد الحل المؤقت بتصريف المياه في البحر الذي نتمنى أن يكون مؤقت.

فالسلطات المحلية الوجهات المختصّة دائماً ما تطلق التعليمات الارشادات للمواطنين و تحذّر من انتشار الأمراض الجلدية وغيرها في الوقت الذي يستمر فيه تدفق المياه العادمة إلى البحر بسبب تضرّر شبكات الصرف من سنوات الحصار وقنابله.

لذا لم يعد قاصدي البحر البحث عن أجمل الأماكن على شاطئ بحر غزة، بل يبحثون عن أكثرها نظافة وأقلها تلوث وذلك حفاظاً على حياتهم وحياة أبنائهم وتجنباً للوقوع في المناطق التي قد تسبب أمراض مزمنة، هذا الصراع الذي يعيشه المصطافين في غنى عنه، ولكن سوء الادارة من بعض المسؤولين هو الذي جعلهم يفكرون ويُشغلون بالهم في اختيار الأماكن بدلاً من الاستجمام والترفيه، إنه الحال الذي نُحسد عليه أبداً !