خاص/ اليوم الاخباري
لقمة العيش الصعبة المغمّسة بالدم والتي تأتي بعرق الجبين هي "لقمة الحلال" التي يبحث عنها كل فلسطيني يعيش على أرض غزة، لقمة العيش الحصول عليها في بلدي صعبة جداً بسبب الأحوال والظروف التي تمر بها البلاد، وتعاقب الحروب والكوارث التي أثّرت سلباً على الحياة وعلى أوضاع الغزيين الماديّة.
في كل مكان تجد الكبير والصغير والمرأة والرجل والشاب والطفل، جميهم يعملون في أي مجال من أجل تحقيق الكسب المادي والأجور التي تمكنهم من العيش دون مد أيديهم الى الغير لطلب الرزق مرتكزين على القاعدة الأساسية بأن العمل ليس عيباً بل العيب أن تطلب قوت يومك من الناس والعيش على المعونات والمساعدات.
ليس من العيب أن يعمل المواطن في أي مجال لكن الصدمة نتلاقاها حينما نجد أطفالاً في الشوارع يبحثون في القمامة عن علب كوكاكولا الفارغة من أجل بيعها للمهتمين في اعادة التدوير، وحينما نجدهم يفترشون الأرض على الارصفة دون حسيب أو رقيب من الجهات المعينة بالشعب، هذه المشاهد التي تستفز المشاعر وتترك حسرةً كبيرةً في القلوب على هؤلاء الأطفال.
الأطفال في جميع دول العالم يتنعمون في دلال وعز أهاليهم، ويحاول الأهالي تقديم كل ما يلزم للطفل من مأكل ومسكن وملبس ورحلات ترفيهية ومصروف جيب يومي ليتمكن من قضاء من في نفسه وذاته، كل وسائل الراحة تكون موفرة لدى الأطفال في الدول العربية والغربية المتقدمة والتي تحترم معنى مرحلة الطفولة لدى الانسان، هذه الرفاهية للأسف لا معنى لها في بلادنا بسبب الظروف التي يمر بها الأهالي قبل الأطفال حيث لم يتمكنوا من توفير المستلزمات الأساسية للطفال حتى يقوموا بذلك.
في غزة، تجد الأطفال يبحثون عن الطعام في حاويات القمامة هم بالأصل يتبعون لعائلات غير قادرة على توفير كل ما يلزم للطفل بالتالي يضطر الى العمل من أجل الحصول على الاموال البسيطة لشراء ما يجوب في خاطره ونفسه، وأحياناً يكون والد الطفل متوفي الأمر الذي يدفعه للعمل، لذا يجب على الحكومة البحث عن عائلات هؤلاء الأطفال من أجل توفير دخل لهم ومساعدات اجتماعية تمكنهم من الاستغناء عن الطرق الغير صحية في البحث عن الطعام، لذا الأصل أن تتوالى أمرهم الحكومة لأنها المسؤولة الأولى عن هذه الظاهرة السلبية التي تعكس ثقافة المجتمع ورقيه.
الامر ليس بالسهل والهيّن علينا، فحياة الانسان لا يجب أن تسير بهذه الطريقة، ولا يجب أن يتعرض الطفل منذ صغره الى مثل هذه الحوادث والأزمات التي يمر بها، كلها تؤثر على نفسيته وعلى حياته في مقتبل عمره، وتجعله ينمو ويكبر على القهر في خصوصاً عندما يرى بعض الأطفال منعّمين بين أحضان آبائهم وذويهم يلعبون ويمرحون.
من الصعب أن يتحمل الطفل المسؤولية منذ صغره، وأي مسؤولية! مسؤولية العمل من أجل المال ومن أجل تحقيق ذاته بطرق الحلال التي تصونه وتصون عائلته، يجب على الحكومة في غزة الاهتمام في البحث عن هؤلاء الأطفال الذين يبحثون في القمامة ويبيتون على الأرض في جنبات الطرق وتقديم لهم الحل الذي يناسبهم في العمل لهم ولذويهم من أجل تحسين الظروف المعيشية لهم.