عمّ إضراب شامل بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس؛ اليوم الثلاثاء 31 يناير 2023، رفضًا واحتجاجًا لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات هدم لمنازل الفلسطينيين وتشريد السكان منها، وسط تحذيرات من توسيع خطوة الإضراب لتشمل المدينة بأكملها.
وشمل الإضراب إغلاق المحال التجارية المدارس، ومعظم شوارع ومداخل البلدة، استجابةً لدعوة أطلقها "عرب السواحرة"، والحراك الشبابي في القدس أمس الاثنين؛ رفضًا لسياسة الهدم وتشريد السكان.
وأغلق الشبان لمداخل "جبل المكبر" بالحجارة والأخشاب والإطارات المشتعلة؛ من أجل منع اقتحام قوات الاحتلال للبلدة وتنفيذ أي عملية هدم.

وأفاد المحامي سعد القنبر من بلدة جبل المكبر، بأن هذا الإضراب يأتي ضمن سلسلة إجراءات لمحاولة وقف هجمة هدم المنازل الشرسة التي شنّها الاحتلال على البلدة في الأيام الأخيرة، وازدادت وتيرتها في العام الماضي.
وقال إن "277 منزلًا في بلدة جبل المكبر يلاحقها خطر الهدم بحجة "عدم الترخيص"، مشيرًا إلى أن الاحتلال هدم في اليومين الماضيين 5 منازل، وفي كل مرة يجرى اقتحام البلدة بأعداد كبيرة من الجيش".
وأشار "القنبر" إلى أن سلطات الاحتلال بالقدس قطعت قبل نحو ستة أشهر عهودًا ووعودات لأهالي "جبل المكبر" بمنحهم تراخيص للبناء، وها قد انتهت المهلة دون تنفيذ هذه الوعودات التي وصفها بأنها "هوائية".

وأوضح أنّ الاحتلال طلب من الأهالي مقابل الحصول أوراق للبدء بإجراءات الترخيص أو تنظيم البناء، مبالغ مالية خيالية تتجاوز المليون شيقل، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى للتضييق على سكان القدس وتفريغها منهم.
وبين أن ما يحدث في بلدة جبل المكبر تطهيرًا عرقيًا، مؤكداً على ضرورة تدخل المؤسسات الرسمية والفصائلية لدعم المقدسيين ودعم تركهم في المعركة وحدهم، واتخاذ ما يلزم لمنع الهدم.
وحذر المحامي الفلسطيني مما قد تشهده الأيام القادمة في حال واصلت الاحتلال سياسة الهدم قائلًا: "قد نذهب لعصيان مدني أكبر، وأن يُعلن الإضراب الشامل في مدينة القدس كاملةً وليس فقط بلدة جبل المكبر
".

وأكد "الحراك الشبابي" و"عرب السواحرة" في القدس، في دعوة الإضراب، تصديدهم لآليات الاحتلال، مشددين "لن نكون لقمة سائغة له، ولن نسمح بهدم منزل جديد في بلدتنا".
وقبل نحو عام، أطلق أهالي بلدة جبل المكبر، حملةً رفضوا فيها سياسة الهدم الذاتي، ضمن ميثاقٍ مُلزم، تحت شعار: "لن نهدم بيوتنا بأيدينا"، ناشدوا فيه عموم القدس الالتزام وعدم الهدم الذاتي.