قوارب الموت تهوي بشباب غزة وتُلقي بهم في بحار الغُربة

قوارب الموت تهوي بشباب غزة وتُلقي بهم في بحار الغُربة

2023/03/14 الساعة 11:06 ص
قوارب الموت تهوي بشباب غزة وتُلقي بهم في بحار الغُربة

خاص/ اليوم الاخباري

يعتبر ملف الهجرة في قطاع غزة هو ملف شائك بالنسبة للعائلات الفلسطينية وللحكومة على حدٍ سواء، حيث أن الهجرة التي يسلكها الشباب في غزة لخوض رحلة سفرٍ جديدة محفوفة بالمخاطر تمثّل حسب رؤيتهم البوابة الأساسية للخروج من دائرة الضيق التي يعيشونها بسبب الظروف الصعبة.

لا تخلوا الأخبار اليومية التي نتابعها من حالات الوفاة للشبابٍ من غزة خارج البلاد نتيجة غرقهم في البحار، ففي الآونة الأخيرة ارتفع أعداد ضحايا الهجرة غير الشرعية من غزة وهم في رحلتهم البحث عن الحياة الكريمة بعدما فقدوها في غزة وذلك لأن غالبية شباب القطاع سُرقت أحلامهم ومستقبلهم لضيق الحال وندرة فرص العمل بغزة.

وآخر حوادث الوفيات الناتجة من الهجرة كان الاعلان عن غرق ثلاث شبان من غزة في حادثة غرق المركب قبالة السواحل اليونانية، حيث تم الاعلان عن فقدانهم ثم وفاتهم في البحر نتيجة محاولة هجرتهم من تركيا واليونان الى الدول الأوروبية بحثا عن حياة كريمة في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع.

ولا يمكن لحكومة غزة الوقوف أمام كل شاب يريد أ يسافر وتمنعه من السفر، حيث لا يتم الاعلان عن الهجرة من غزة بل يقوم المواطن الغزي من الخروج عبر معبر رفح البري على فيزا لأي دولة تقبله مثل تركيا، ثم ينتقل الشاب من تركيا الى اليونان بعملية انتقال غير شريعة، ثم يحاول الهجرة من اليونان الى الدول الأوروبية والتي في هذه المرحلة يصطدم بتجار الدماء والذي يأخذون منه المال مقابل ادراج اسمه في أحد قوارب الموت غير المهيأة على الاطلاق للسفر، وبعد أن تُقلع يحاول المهرِّب أن يترك القارب حتى يُخلي مسؤوليته من المهاجرين الموجودين على القارب.

لا بد من الحكومة في غزة أن تقف عن مسؤولياتها في هذا الملف ويجب أن توفر فرص العمل للشباب في غزة حتى تمنعهم من التفكير بهذا الأمر، ولا بد من توفير دعم كافي لانشاء مشاريع ريادية صغيرة ومتوسطة بحيث يتمكن الشاب من الحصول على فرصة تمكنه من تحسين حياته مع ضرورة عدم فرض عليهم الضرائب بسبب صُغر مشاريعهم وحتى يتم تحفيزهم على العمل بدلاً من المخاطرة في أنفسهم وأموالهم وحياتهم.

رسالة الشباب للبحر الذي غرقوا فيه بأنهم لم يقصدوه نزهة سياحية ولم يقصدوه عطشى ليرويهم من مائه، بل قصدوه جوعى باحثين عن حياةٍ كريمة من أجل تحسين ظرفهم المعيشية، كل واحدٍ منهم على علمٍ كافي بما يمكن أن يواجهه من مخاطر جسيمة، لكن قساوة الحياة التي يعيشونها تُنسيهم للحظة بأن رحلة الهجرة قد تودي بحياتهم وتجعلهم في عداد الموتى.

لا شك بأن الهجرة باتت كظاهرة سلبية من الصعب السيطرة عليها لكن الواجب على الحكومة في غزة أن توجد البدائل وتضع الحلول وتحاول الاحتفاظ بهذه الفئة الشابة التي من الممكن الاستثمار فيهم أفضل استثمار من أجل البناء والتطوير وتحسين الظروف المجتمعية التي يعانيها المواطنون.