الرئيسية دولي عرض الخبر

"الجيش السوداني" يعلن الموافقة على هدنة خامسة

"الجيش السوداني" يعلن الموافقة على هدنة خامسة

2023/04/27 الساعة 10:50 م
"الجيش السوداني" يعلن الموافقة على هدنة خامسة

وافق الجيش السوداني مساء اليوم الخميس 27 إبريل 2023، على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة إضافية بناء على مساع أميركية سعودية.

ولم يصدر عن قوات الدعم السريع بيان بخصوص موقفها من تمديد الهدنة الحالية، فيما استبعدت واشنطن حدوث أي تحسن للوضع وناشدت مواطنيها مغادرة السودان في غضون 48 ساعة.

وقال الجيش السوداني في بيان صادر عنه "وافقت قيادة القوات المسلحة على تمديد الهدنة التي طرحت لمدة 72 ساعة إضافية يبدأ سريانها اعتبارا من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية".

وأفاد بأن تجديد الهدنة، جاء بناء على المساعي التي يبذلها الجانبان السعودي والأميركي للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتمديد الهدنة لتهيئة الظروف المناسبة لعمليات إجلاء المقيمين من مختلف الجنسيات، وتيسير النواحي الإنسانية لمواطنينا.

وأعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف ليلة 24 أبريل/نيسان الجاري، موافقتهما على هدنة إنسانية بوساطة أميركية سعودية تنتهي منتصف ليلة اليوم الخميس، بهدف "فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وإجلاء البعثات الدبلوماسية".

وقال الجيش السوداني إنه "يأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات سريان الهدنة هذه المرة وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية من قصف للمؤسسات والمواقع العسكرية وتخريب للمرافق الحيوية، وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر".

 

القيادة العامة للقوات المسلحة الخميس ٢٧ أبريل ٢٠٢٣م سعت ٢٠ : ٧ بناءا على المساعي التي يبذلها الجانبين السعودي...

Posted by ‎القوات المسلحة السودانية‎ on Thursday, April 27, 2023

بيان أميركي

وفي مساء اليوم الخميس، استبعد البيت الأبيض،  حدوث أي تحسن للوضع في السودان وناشد المواطنين الأميركيين مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة. ودعا البيت الأبيض، في بيان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وتمديده.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن عددا قليلا نسبيا فحسب من الأميركيين يسعون لمغادرة السودان في الوقت الحالي.

من جانبه، أشار المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، إلى أن واشنطن تأمل أن توافق قوات الدعم السريع على تمديد الهدنة في السودان.

وتابع وربيرغ أنه "منذ أسبوعين والصراع مستمر والحل يجب أن يكون بين السودانيين، لكنه ألمح إلى أن لدى بلاده آليات مثل العقوبات للضغط على الأطراف السودانية".

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده "تعمل بجدّ" مع طرفي النزاع في السودان لتمديد الهدنة التي تنتهي مفاعيلها بنهاية اليوم.

وقال "نحن نعمل بجدّ لتمديد وقف إطلاق النار" بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مشيرا الى أنه يتوقع الإدلاء بالمزيد "خلال الساعات المقبلة".

وأفاد الجيش السوداني، بأن البرهان وافق بشكل مبدئي على مبادرة من منظمة "إيغاد"، تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع.

وأوضح الجيش في بيان، أن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة 72 ساعة إضافية، كما تشمل المبادرة إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى جوبا للتفاوض.

اشتباكات وقصف

واستأنف الطيران الحربي قصف مواقع لقوات الدعم السريع في ضاحية كافوري شرقي الخرطوم بحري، وسط معارك محتدمة بين الجانبين، مع دخول الهدنة الرابعة يومها الثالث والأخير، فيما نفت الخارجية السودانية دخول الجيش في تفاوض مع الدعم السريع.

واستخدمت الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في المعارك، مع سماع إطلاق رصاص متقطع في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة، فيما شوهدت أعمدة دخان تتصاعد وسط العاصمة الخرطوم، وفي مدينة الخرطوم بحري، وقرب جسر "المك نمر" قبالة الخرطوم بحري.

وتجدد القتال تجدد في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، لليوم الثاني على التوالي، بمختلف أنواع الأسلحة.

وارتفع عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات، إلى 303 قتلى بين المدنيين، في حين وصل عدد الجرحى إلى 1848. كما لقي 3 أطفال حتفهم في مدينة الأبيّض في 26 أبريل/نيسان الجاري نتيجة انفجار قذيفة.

لا حوار

ونفت وزارة الخارجية السودانية دخول الجيش في تفاوض مع الدعم السريع، وقالت إنه "لا خيار أمام قوات الدعم السريع إلا الاستسلام أو الفناء".

وأوضحت الخارجية السودانية في بيان، أن قوات الدعم السريع انتهكت مرات عدة الهدنة السارية حاليا، واعتدت على الأرواح والممتلكات وبعض المقار الدبلوماسية.

واستبعد وزير خارجية جنوب السودان دينق داو أي حوار مباشر بين البرهان وحميدتي في الوقت الراهن، وعزا ذلك إلى ظروف الحرب.

واعتبر الناطق باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف، أن اهتمام الأطراف السياسية منصبّ حاليا على وقف الحرب فورا وبكل الطرق.

واستنكر يوسف ما وصفها بالأحاديث الساذجة عن أن المواجهات المسلحة اندلعت باتفاق بين الحرية والتغيير والدعم السريع، مضيفاً أن التوترات بين القوات المسلحة والدعم السريع ليست حديثة النشأة.

وأكد أن الدعم السريع، منذ تكوينه يواجه موقفا رافضا لوجوده من بعض قادة الجيش.

مساع دولية

والتقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي المبعوثة الأوروبية الخاصة للقرن الأفريقي أنيت ويبر في أديس أبابا، وتركز اللقاء على الأزمة السودانية الراهنة.

وأفاد موسى فكي في تغريدة على تويتر، بأن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي يبذلان جهودا كبيرة لإنهاء الحرب في السودان.

الوضع الإنساني

أكد مدير الهلال والصليب الأحمر الدولي بالسودان، أن 6 ملايين شخص في الخرطوم وحدها بحاجة لمساعدة عاجلة، أعلنت نقابة الأطباء في السودان توقف 60 مستشفى، من أصل 86، عن الخدمة في مناطق الاشتباكات بالعاصمة والولايات.

ودعا الصليب الأحمر الدولي أطراف النزاع في السودان إلى ضمان سلامة العاملين في المنظمات الإغاثية والإنسانية.

بدورها، قدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما بسبب المعارك.

وأفاد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بأن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تناشد جميع البلدان المجاورة للسودان إبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين.

وأشار حق إلى أن القتال حد من توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها -البالغ عددهم 46 مليون نسمة- بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف.

وبينت الأمم المتحدة، أن علاج ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد تعطل بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

ووجّه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط أحمد المنظري، نداءً عاجلاً إلى أطراف النزاع في السودان بإخلاء المرافق الصحية فورا.

وأفاد بأن "احتلال هذه المرافق الصحية الحيوية وانتهاكها يحول دون حصول المرضى على الرعاية الصحية الأساسية، وتسبب أيضاً بالتوقف عن اختبار عينات مختبرية بالغة الأهمية".

‏وقال المنظر، إن "المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية يحتوي على مسببات أمراض، مثل الحصبة والكوليرا والسل المقاوم لأدوية متعددة، وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، ومواد خطرة أخرى".

وتابع أن "منظمة الصحة العالمية قلقة إزاء احتمالية إساءة تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه العينات المُعدية، مما يعني إصابة أنفسهم ثم انتقال الإصابة إلى غيرهم".

عمليات الإجلاء

وتتواصل عمليات إجلاء رعايا الدول العربية والأجنبية من السودان، حيث لا يزال العديد من الأجانب عالقين على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من كبرى عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021.

وأفاد مصدر في الجيش السوداني، بأن طائرات أميركية أجْلت 753 من الرعايا الأميركيين والأوروبيين عبر مطار "وادي سيدنا" شمالي ولاية الخرطوم.

وقال إنه "بقي نحو 200 مصري و300 أوروبي سيجري إجلاؤهم اليوم عن طريق مطار وادي سيدنا".

من جانبها، أشارت الحكومة الفرنسية، إلى أن ما يقرب من 400 شخص وصلوا إلى ميناء جدة السعودي، قادمين من بورتسودان على متن السفينة الحربية الفرنسية "لورين".

وأفادت الحكومة الفرنسية في بيان، بأن من بين هؤلاء 5 فرنسيين، والباقين يتوزعون على 50 جنسية أخرى، ولا سيما من إيطاليا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإثيوبيا، وأضاف أن عدد الذين أجلتهم فرنسا منذ بداية العملية ارتفع إلى 936 شخصا.

وبين وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث بعد انتهاء وقف إطلاق النار في السودان، لكن الواضح بالنسبة له أنه سيكون من المستحيل إجراء عملية الإجلاء بعد ذلك.

ونوه إلى إجلاء 536 مواطنا بريطانيا من السودان، نافيا الأنباء التي تحدثت عن هبوط فرق الإجلاء البريطانية على أرض السودان دون إذن من سلطاتها.