الرئيسية محلي عرض الخبر

"النخالة": أية عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا ومؤلمًا في قلب تل أبيب

"النخالة": أية عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا ومؤلمًا في قلب تل أبيب

2023/05/19 الساعة 07:20 م
"النخالة": أية عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا ومؤلمًا في قلب تل أبيب

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، اليوم الجُمعة، إنَّ "مقاتلي المقاومة تمكنوا في معركة "ثأر الأحرار" من إعادة ترتيب المعادلات مرةً أخرى مع العدو الإسرائيلي، الذي ظنَّ واهماً أنَّ المقاومة يمكن أنْ تبتلعَ وتتجاوز دماء قادتها وأبناء شعبها"،

وأكد النخالة خلال خطاب له في مهرجان "ثأر الأحرار"، أنَّ أي عمليةِ اغتيال سيكون الرد عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا وفي قلب تل أبيب وغيرها من المدن المحتلة.

وأضاف "نجحنا في معركة ثأر الأحرار، ببركة دماء الشهداء، بالمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني، وصمدنا وقاتلنا (...) ونحن على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى، دفاعًا عن شعبنا، ومنعًا من أن تستباح دماؤنا".

وتابع النخالة "أي عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا، ولن تكون تل أبيب وغيرها من مدن الكيان الصهيوني بعيدة عن مرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا".

وأوضح أنَّ أوهام القوة والغطرسة لدى العدو ستتحطم، أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وقدرته وإصراره على إدامة الاشتباك، وإصراره على القتال المستمر، حتى الانتصار الكبير.

وأكد أنه "لن نتردد في تقديم التضحيات من أجل هذا الهدف، وإن شهداءنا بتضحياتهم هم الذين يقودون طريقنا الأمثل، في تحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل أنواع السلاح".

وأشار النخالة إلى أنه "تتزاحم في هذه الأيام الذكريات المؤلمة؛ ذكرى النكبة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 48، وذكرى سقوط بيت المقدس عام 67، وغيرهما من المناسبات التي تركت جرحًا عميقًا في جسد أمتنا. ورغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، واختلال موازين القوى العسكرية لصالح العدو، ما زال شعبنا الفلسطيني الشجاع يقاتل، وما زال يجترح المعجزات في الصمود والصبر".

وقال: "رغم المعاناة المستمرة، فقد صبرنا وصمدنا، وفي محطات كثيرة خضنا معارك كبرى وقاتلنا، دفاعًا عن هويتنا وتمسكنا بحقوقنا. وبقيت قضيتنا حية... أرادوا أن يغيبوها بالسياسة فعقدوا اتفاقيات وهمية، وأرادوا أن يقتلوها فشنوا الحروب، وحشدوا كل جنودهم وأسلحتهم... ولكننا نقف اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وأكثر إرادة، وأكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا في فلسطين والقدس".

وأوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن معركة ثأر الأحرار هي بمثابة يوم جديد في عمر الشعب الفلسطيني، ويوم للوحدة، ويوم لتكامل المقاومة بكل أسمائها، ويوم عظيم لحركة الجهاد الإسلامي، ويوم عظيم للشعب الذي وقف موحدًا.

وأضاف: "الصف الأول يستشهد، والصف الثاني يقاتل، والصف العاشر يقاتل... نحن شعب الجهاد والمقاومة".

وبين أن المعارك التي تخوضها المقاومة مرة تلو الأخرى، تدلل أنَّ بإمكان أمتنا أن تنتصر على المشروع الإسرائيلي الذي قهرها، وكان سببًا أساسيًّا في تبعيتها وضعفها، منذ غرس هذا الخنجر في القلب منها.

وتابع النخالة: "لقد استطاع شعبنا الشجاع أن يمرغ أنف العدو في التراب، ويكسر هيبته أكثر من مرة. وما جرى في معركة ثأر الأحرار أكبر دليل على ذلك".

وأكد أن الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري استطاعت أنْ تفرض شروطها على المحتل، قائلاً: "راجعوا نص الاتفاق الذي تم بناء عليه وقف العدوان على غزة، تدركوا تمامًا معنى ما أقول: يقول الاتفاق نصًّا: "تعلن مصر، وبناء على موافقة الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، وقف إطلاق النار..."... ألم يسأل أحد في عالمنا: من هذا الطرف الفلسطيني؟!... إنه الجهاد الإسلامي، فصيل فلسطيني واحد، لا يملك في الحقيقة سوى مقاتليه الشجعان، وشعب عظيم يقف خلفه، ومقاومة شكلت حاضنة معنوية وعملية له".

وأكمل: "منذ متى كانت تقبل (إسرائيل) أن يكون الفلسطيني ندًّا لها، يجبرها على وقف العدوان، ويلجم جيشها عن الإجرام؟! .... فصيل فلسطيني واحد، يقاتل في الميدان، ويفاوض لوقف العدوان. وغير ذلك، يلتزم العدو بعدم استهداف المدنيين، وعدم استهداف الأفراد، والتوقف عن هدم المنازل. وحتى لو لم يلتزم العدو بذلك لاحقًا، لكن أين العنجهية؟! وأين الجيش الذي لا يقهر؟! وأين سطوة "إسرائيل"، ورفضها حتى القرارات الدولية؟!

وبخصوص مجريات المفاوضات في القاهرة، أوضح النخالة أن: "العدو كان يكذب، ويقول إنه انسحب من المفاوضات أكثر من مرة، وهذا غير صحيح. نحن الذين رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات. وما قبل اليوم الأخير أجلنا المفاوضات إلى اليوم التالي. وفي اليوم الخامس للعدوان قدمنا نص الاتفاق النهائي، ووضعناه على الطاولة، بعد خمسة أيام من القتال، وقلنا لهم: إما أن يقبل العدو بهذا النص، أو ننسحب من المفاوضات".

وشدد أهمية وحدة شعبنا وقوى المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، حاثاً الجميع للعمل على تعزيزها وتطويرها، مثنياً على حضور الغرفة المشتركة الدائم، واستعدادها بكل قواها للدخول في المعركة، وهو ما كان عاملاً مهمًّا في تقصير أيام العدوان، كما قال.

وأفاد النخالة بأنَّ المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تقاتل العدو، وتنتصر عليه، إذا وجدت الدعم القوي والدائم، مشيراً إلى انَّ المعركة الأخيرة "ثأر الأحرار" أعطت الدليل والبرهان على ذلك.

وذكر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، قائلاً: "نحن نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة، وندرك أن معركة واحدة أو أكثر لن تكون قادرة على تحقيق كل أهدافنا وطموحاتنا. ولكنني أستطيع أن أقول: إن معاركنا السابقة في سيف القدس، ووحدة الساحات، وغيرهما من المعارك، واليوم معركة ثأر الأحرار، قد وضعت جميعها أقدامنا على الطريق الصحيح الذي بدأناه، وانطلقنا باتجاهه، ولن نتوقف".

ودعا الأمة على التفاعل مع القضية الفلسطينية التي تمثل مركزية القضايا، قائلا: إن "أمتنا اليوم أمام فرصة نادرة، وعليها أن لا تضيعها، إن كانت جادة في دعم صمود الشعب الفلسطيني على الأقل".

ودعا النخالة المؤتمرين في القمة المنعقدة حاليًّا في جدة لتحمل مسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني.

وأشاد بموقف حزب الله الواضح، والمتمثل في خطاب حسن نصر الله، الذي أشار فيه إلى إمكانية تدخل المقاومة في لبنان، لصالح الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنَّ "الموقف وجد تقديراً كبيراً من المقاومة وعموم الشعب الفلسطيني".

وشكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، كل الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني في معركته الأخيرة، سواءً المؤيدين او المساندين، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله، وسوريا، واليمن الذين خرجوا، وأبدوا استعدادًا للقتال بجانب الشعب الفلسطيني.

وتوجه بالشكر إلى مصر التي أدّت دورًا مهمًّا في وقف العدوان، وكذلك دولة قطر.

وطالب النخالة، المقاتلين في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة بالابتعاد عن كل الأدوات والوسائل وخاصة أجهزة الهاتف الجوال؛ خشية من أنْ يستفيد منها العدو تحديد أماكن تواجدهم.

وأشاد بكل وسائل الإعلام التي غطت أحداث العدوان، وكانت مؤيدة ومساندة. وإلى كل الذين اتصلوا، وأعربوا عن تأييدهم لمقاومة الشعب، وعلى رأسهم العراق.