طالبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، الفصائل الفلسطينية بسحب المسلحين من داخل منشآتها ومؤسساتها العاملة في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا اللبنانية.
وأوضحت تقارير لوكالة “الأونروا” عن انتشار مسلحين تابعين للفصائل الفلسطينية على أسطح وشرفات مباني الوكالة في عين الحلوة، ما أثار إدانة واستنكار رئاسة “الأونروا” في لبنان.
بدورها، أعلنت مديرة وكالة “الأونروا” في لبنان دوروثي كلاوس، في بيان، أن الوكالة الأممية تلقت تقارير مقلقة تفيد بأن جهات مسلحة تحتل منشآتها بما في ذلك مجمع مدارس في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين جنوب لبنان، وذكرت أن منشآت “الأونروا” تعرّضت لأضرار جراء الاقتتال الأخير في المخيم.
وأشارت كلاوس إلى أن “المجمع يحتوي على أربع مدارس تابعة للأونروا توفر التعليم لـ3,200 طفل من لاجئي فلسطين”، واعتبرت ذلك “انتهاك صارخ لحرمة مباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي، مما يهدد حيادية منشآت الأونروا ويقوض سلامة وأمن موظفيها ولاجئي فلسطين”.
وأكدت كلاوس في بيانها على أن “الأونروا” تدين بشدة هذه الأفعال، وتطالب بحماية جميع منشآتها، بما في ذلك المدارس التي يجب أن تكون ملاذا آمنا للأطفال وأماكن يسودها السلام حيث يمكنهم التعلم واللعب، ويجب ألا تستخدم أبدا في النزاعات المسلحة.
ودعت جميع الجهات المعنية إلى إخلاء مبانيها فورًا حتى تتمكن الوكالة من استئناف الخدمات الحيوية وتقديم المساعدة إلى جميع لاجئي فلسطين المحتاجين.
قررت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا” تعليق جميع خدماتها داخل مخيم عين الحلوة اليوم الأحد الساعة 11:30 احتجاجا على استمرار تواجد مسلحين في منشآتها في المخيم بما في ذلك المدارس.
من جهته، اعترف قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة أبو إياد الشعلان بوجود عناصر مسلحة تابعة للأمن الوطني في إحدى المدارس التابعة لوكالة “الأونروا” داخل مخيم عين الحلوة، مبرراً ذلك بحماية مواقعهم من أي هجوم، واتهم الشعلان تنظيم “جند الشام” و”اتباعهم” بالتمركز في مدارس تابعة للوكالة داخل حيي التعمير والطوارئ.
وعبر الشعلان عن دعم الأمن الوطني الفلسطيني وتأييده لمطالبات مديرة وكالة “الأونروا” في لبنان دورثي كلاوس بإخلاء المدارس فوراً وبشكل كامل من قبل المسلحين.
وقال الشعلان “إن أول من استخدم هذه المدارس ووضع بها عناصر مسلحة هم جند الشام واتباعهم”، مشيراً إلى أن عملية اغتيال قائد الأمن الوطني السابق أبو أشرف العرموشي تمت عبر توجيه النار عليه في أحد ملاعب مدارس “الأونروا”.
وأضاف: إنه مع عملية الإخلاء لكن ليس من طرف واحد، قائلاً: “من جهتنا نحن موجودون في إحدى مدارس الأونروا للحفاظ على مواقعنا من أي هجوم، وفي حال انسحب الطرف الآخر من مدراس الأونروا في حي التعمير والطوارئ التي تحول بعضها إلى ثكنات عسكرية فلا مانع لدينا من إخلاء المدرسة”، بحسب قوله.
وبحسب الشعلان، فإن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق وكالة “الأونروا” وعلى الدولة اللبنانية بإخلاء هذه المدارس فوراً، وأنه على الوكالة أن تضغط على الدولة اللبنانية لإخلاء المدراس التي تقع في حي التعمير وهي منطقة تستطيع الدولة اللبنانية الوصول إليها، بحسب قوله.
وقال أيضاً: “الأمن الوطني الفلسطيني في عين الحلوة ملتزم بكل قرارات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وأيضاً بقرار تثبيت وقف إطلاق النار لذا لا يمكن له الاشتباك مع العناصر المسلحة وإخراجهم”.
وأشار إلى أن انتشار المسلحين الفلسطينيين داخل منشآت “الأونروا” وفي أحياء متفرقة في مخيم عين الحلوة، يأتي في ظل قلق ما يزال يسيطر على اللاجئين الفلسطينيين منذ اندلاع اشتباكات مسلحة في 30 تموز/ يوليو الماضي في المخيم، استمرت لأربعة أيام بين عناصر من حركة “فتح” وآخرين من تنظيم “الشباب المسلم” وتيارات إسلامية متشددة، أسفرت عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع في البيوت والممتلكات، وانتهت بقرار من قبل هيئة العمل الفلسطيني المشترك على تثبيت وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق في الاغتيالات التي تسببت في تأجيج القتال.
وقد تتصاعد مظاهر القلق والتخوفات فيما يدق العام الدراسي الجديد على الأبواب، ومدارس وكالة “الأونروا” ما تزال عرضة ومسرحاً للتوترات الأمنية.