خاص/ اليوم الاخباري
في أعقاب الحرب على غزة تحاول العديد من الدول التي تتحالف مع غزة وسكانها تقديم الدعم بشتى الطرق في ظل هذه الحرب الضروس التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتحالف مع غزة عدة جهات أهمها ما يُعرف بـ "محور المقاومة" والذي يشترك في أن اسرائيل هي كيان غاصب يجب تفتيته وإبعاده عن أرض فلسطين وتحريرها من دنسه.
حزب الله في لبنان أعلن منذ الثامن من أكتوبر- أي اليوم الثاني للحرب على غزة - دخوله المعركة باستهدافه لأراضي الاحتلال ومواقعه العسكرية بالقذائف والصواريخ دعماً لغزة، الى جانب ذلك انضم الحوثيون في اليمن الى الحرب من خلال ضرب السفن والبواخر البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي التي تمر عبر البحر الأحمر، كما اختطفت باخرة تتبع للاحتلال واحتجزتها إضافة للعديد من الصواريخ الموجهة والأهداف التي أضرّت بالاحتلال الإسرائيلي.
هجمات الحوثيون أقلقت المصريين وأثارت تخوفاتهم من استمرار الحرب على غزة، حيث أن استمرار الحرب وانضمام الحوثيون الى المعركة يساهم في تهديد المصريين حيث يشكل عائق كبير في حركة الملاحة وحركة البواخر التي تأخذ قناة السويس ممراً لها، لهذا تشعر مصر بالحرج إزاء ما يحدث من تدخل للحوثيين في الحرب.
الى جانب هذا يتخوّف المصريون من تعطل المجال السياحي وتضرره بسبب الحرب على غزة، فاتساع رقعة الحرب الدائرة في غزة وتدخل حلفاءها معها في الحرب يساهم في تحوّل الحرب إلى حرب إقليمية، وهذا ما لا تتمناه مصر من أجل منع تعطل حركة السياحة واقبال السّياح الى سيناء والعريش وباقي المناطق الحدودية مع غزة.
ليس مصر فحسب من يتخوّف من استمرار الحرب على غزة، إنما عدد كبير من الدول قلقون من أن تتزحلق لحرب إقليمية لتطال عدد كبير من الدول في محور المقاومة ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وغيرهم من الدول المتحالفين، هذه الحرب لن تكون سهلة في حال وقعت، لذا يحاولون من التدخل لإيقاف الحرب على غزة منعاً لتدحرجها لحرب واسعة النطاق.
ويعهد الحوثيون إطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل رداً على عدوانها ضد قطاع غزة، لاسيما يزداد قلق مصر خشيا من سقوط إحدى هذه الصواريخ في أراضيها ما من شأنه إثارة الرعب في صفوف مواطنيها ويُحدث إرباك لها بشكل كبير، فالوضع الأمني في مصر مضطرب حاليا بفعل هذه الصواريخ التي تتمنى مصر إيقافها من أجل الحفاظ على سكانها.
ورداً على ما يقوم به الحوثيون في اليمن من مراقبة السفن البحرية الإسرائيلية وضربها في البحر الأحمر، أقدمت أمريكا وبريطانيا على استهداف عدة أماكن عسكرية في اليمن راح ضحيتها شهداء يمنيين، الأمر الذي دفع السطات اليمينة والحوثيون من دراسة الرد على هذا الانتهاك في أراضيها ويتوعدون من توجيه ضربة أوسع للاحتلال الإسرائيلي.
ويعتبر البحر الأحمر ممراً للسفن والبواخر التجارية التي تمرر من خلاله السفن الأوروبية والأمريكية وغيرها بضائعها لإحداث التبادل التجاري بين الدول، لكن أمريكا وبريطانيا أعلنوا أمس على أن البحر الأحمر منطقة عسكرية وساحة قتال بينهم وبين الحوثيين، وتوعد كلاهما الآخر بالرد على أي اعتداء سيتم مواجهته باعتداءٍ أوسع وأشمل.
والى الان تستمر الحرب على غزة وتستمر المعاناة ويستمر القصف والدمار وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل، وكل يومٍ ترتفع حصيلة الشهداء والجرحى دون تدخل من الدول لإيقاف هذا الاجرام الاسرائيلي، علماً أن محور المقاومة أكد على وقف هجماته على الاحتلال بمجرد انهاء الحرب على غزة ولكن لا مجيب ولا هدنة في الأفق ويسير وزراء الحرب الإسرائيلية في انتقامهم وهمجيتهم الى القضاء على السكان بأكملهم بعد تهجيرهم من الديار.
