رغيف خبز مغمس بالدم.. غزة في قلب المجاعة

رغيف خبز مغمس بالدم.. غزة في قلب المجاعة

2024/12/25 الساعة 08:37 م
رغيف خبز مغمس بالدم.. غزة في قلب المجاعة

غزة – أحمد قلجة

اضطرت أم محمد النازحة من شمال قطاع غزة لاستخدام الدقيق الفاسد المليء بالحشرات لصناعة الخبز لأبنائها،كميات قليلة جمعتها من هنا وهناك لتسد الجوع الذي بات يرافقهم طول يومهم في ظل ما يعانيه سكان القطاع من أزمة في الحصول على الخبز.

تقول أم محمد: "اضطررت لاستخدام الطحين الفاسد، كله دود وحشرات عشان أعمل خبز لأولادي، ما في أكل، ولا في بديل عن الطحين، حتى الطحين الفاسد صعب تلاقيه اضطريت أطلب من الناس وأدبر كمية قليلة لأقدر أسد جوع أولادي".

ويصطف المئات من المواطنين في طوابير طويلة ولساعات تتجاوز العشرة أمام أحد المخابز للحصول على القليل من الخبز لأجل سد جوعهم.

يقول أبو علي أحد المواطنين: "من امبارح ما أكلت خبز، لقيت شوية شوربة وغمست فيها والصبح كمان شوربة، احنا ما بنشبع بنام بالجوع وبنصحى بالجوع، أكتر من هيك معاناة ما في".

فيما يقول الحاج سعيد النازح في خانيونس، بأنه مريض بالسكري والضغط ويحتاج إلى أن يأكل خبز ويشبع، ولا يستطيع البقاء بدون خبز وإلا سيسوء وضعه الصحي.

الحصول على الخبز في غزة أصبح أمرًا مستحيلا، سيدة وفتاة وطفلة لقوا حتفهم أثناء التدافع وهم يصطفون في طوابير أمام أحد المخابز في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ليصبح ثمن لقمة الخبز هو الموت.

يقول شقيق السيدة التي توفيت نتيجة التدافع: "انصدمنا بخبر وفاتها، هذا الأمر غير مقبول نهائيا، اللقمة صارت مغمسة بالدم، اليوم أختي دفعت الضريبة حياتها عشان توفر خبز لأولادها".

معاناة شديدة يعيشوها أهالي غزة وهم يكابدون مرارة العيش في واقع حياتي قاسٍ في ظل ما يواجهونه من قتل وتدمير وكذلك التجويع، الناس هنا يدفعون أرواحهم من أجل الحصول على رغيف الخبز المغمس بالمعاناة والدم لشعب يواجه عديد المآسي في هذه الحرب.