الموت بانتظار أطفال غزة في ظل حرمانهم من العلاج

الموت بانتظار أطفال غزة في ظل حرمانهم من العلاج

2024/12/26 الساعة 09:00 م
الموت بانتظار أطفال غزة في ظل حرمانهم من العلاج

غزة – أحمد قلجة

يلهو الطفلُ سيف أبو ستة بأعوامِه الخمسةِ بينَ أشقائِه، يُحاولُ عيشَ حياةٍ طبيعيةٍ رغمَ ما تَفْرِضُهُ الحربُ الإسرائيليةُ على أسرتِه من أزماتٍ متعددةٍ ومركبة.

تُراقِبُ والدتُهُ بحزنٍ وَجَعَ طفلِها المريضِ منذُ الولادةِ وهو يَرْقُدُ في حضنِ والدِه. دونَ أن يَسْمَحَ الحصارُ الإسرائيليُ والحربُ لهذا الطفلِ الفلسطينيِ بالسفرِ خارجَ القطاعِ من أجلِ العلاج.

يقول محمد أبو ستة والد الطفل: "ابني كان عنده مشكلة بالقلب والشرايين، وعمل عملية مدتها 8 ساعات تم تركيب من خلالها أنبوب في الرقبة، يمكن من خلاله تركيب جهاز يعمل على تنظيف مجرى التنفس".

ويضيف: "واكتشف الأطباء خلال العملية بأن محمد عنده مشكلة بالحجاب الحاجز، كان عنده عملية مفروض يعملها بعد بداية الحرب بعشر أيام وللأسف حتى الآن ما اقدرنا نعملها لا داخل غزة ولا خارجها".

ويعاني مئات الأطفال في غزة أمراضا مزمنة تحتاج للعلاج خارج القطاع لا سيما مع تدمير المنظومة الصحية جراء الحرب، لكن إسرائيل تمنع خروجهم ليبقى مصيرهم مجهولا.

بدورها، تُحاولُ السيدةُ حياة والدةُ الطفلِ سيف أنْ تُساعِدَهُ في عمليةِ التنفسِ باستخدامِ جهاز لتنظيفِ المجرى التنفسي، لكنّ الجهازَ لا يعملُ بالشكلِ المطلوبِ عَقِبَ تَعرّضِه للتلفِ وفُقدانِ أجزاءٍ منه، أثناءَ عملياتِ النزوحِ المتكرّرةِ هرباً من القصفِ بعدَ دمارِ منزلِ العائلة.

يحتاجُ سيف كغيرِه من مئاتِ الأطفالِ الفلسطينيينَ في قطاعِ غزةَ لعمليةٍ عاجلةٍ خارجَ القطاعِ ليتمكّنَ من التنفسِ الطبيعي، لكنَّ الإجراءاتِ الإسرائيليةَ تَقِفُ حائلاً أمامَ سفرِه.

في أروقةِ مستشفياتِ القطاعِ ينتظرُ المئاتُ من الأطفالِ في غزةَ فرصةً للعلاجِ في الخارج، تَحرِمُهم إسرائيلُ من أبسطِ الحقوقِ لا سيّما مع تدميرِ القطاعِ الصحيِ في صورةٍ من أوضحِ صُوَرِ انتهاكِ حقوقِ الطفولة.