أثارت صورة "عملاقة" للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على مبنى حكومي في العاصمة واشنطن، جدلاً واسعاً بين المارة، من الحيرة والاشمئزاز إلى الاحترام والإعجاب.
ووفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" تفاجأ المارة بصورة عملاقة لترامب، مُعلّقة حديثا على واجهة مبنى وزارة الزراعة الأمريكية في ناشيونال مول، في العاصمة.
وكشفت الصحيفة أن الصورة العملاقة تم وضعها الأسبوع الماضي إلى جانب صورة أخرى للرئيس الأسبق، أبراهام لينكولن، احتفالاً بالذكرى 163 لتأسيس الوزارة، وستبقى مرفوعة "خلال الأشهر المقبلة"، وفقاً لما ذكره مدير الاتصالات في وزارة الزراعة الأمريكية، سيث دبليو كريستنسن.
وكتب كريستنسن، مشيراً إلى احتفالات يوم الذكرى ويوم العلم والرابع من يوليو القادمة، إضافة إلى عيد ميلاد الوزارة: "لدى وزارة الزراعة الأمريكية الكثير لتتذكره".
وأضاف "تُخلّد اللافتات على واجهة المبنى هذه اللحظات في التاريخ الأمريكي، وتُشيد برؤية وقيادة مؤسس وزارة الزراعة الأمريكية، أبراهام لينكولن، وأفضل داعم للمزارعين ومربي الماشية في أمريكا، الرئيس ترامب".
لكن صورة ترامب، على وجه التحديد، أثارت جدلاً حاداً، خصوصاً أن المكان الذي تطل عليه يتضمن رمزية عالية للأمريكيين، فالمتنزّه الوطني الذي رُفعت أمامه الصورة يعدّ "واجهة أمريكا الأمامية"، وفق ليزا بنتون-شورت، أستاذة الجغرافيا في جامعة جورج واشنطن.
وقالت شورت، التي ألّفت كتابًا عن تاريخ المتنزه إنه يستقطب 25 مليون زائر سنوياً، وشكّل على مدار عقود طويلة خلفية للاحتجاجات وحفلات تنصيب الرؤساء، والنزهات الصيفية، كما عدّته موطناً للآثار والنصب التذكارية والمتاحف التي يرسم عليها الأمريكيون هويتهم وتاريخهم وحضورهم على الساحة العالمية.
وخارج مبنى وزارة الزراعة الأمريكية، وفي مقابلات مع 20 من المارة، تراوحت ردود الفعل على صورة ترامب بين الحيرة والاشمئزاز والإعجاب، إذ قالت جيسيكا ستيفنز (53 عاما)، "لقد دمّروا مبناي المُفضّل. الأمر يتعلق بالناس، لا بالسياسة" وفق تعبيرها.
بينما توقف فرانك آب، (68 عاماً)، وابتسم عندما رأى اللافتات، وقال الرجل الذي صوّت لترامب 3 مرات: "أنا أؤيده في السياسة الخارجية والداخلية، وفي موقفه من الهجرة".
أما تشيس فوريستي، (22 عاماً)، فقال: "لا أجد كلمة تصف شعوري بالحرج والحزن. من المفترض أن تكون وزارة الزراعة الأمريكية مؤسسة لخدمة الشعب، وللحفاظ على الصحة والسلامة".