يتوجه مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ، وسط توقعات إسرائيلية متصاعدة بالتوصل لاتفاق في غزة خلال 24 ساعة، وفق العديد من وسائل الإعلام العبرية التي اهتمت بالتطورات المتلاحقة في الساعات الأخيرة.
وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، "نأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وترتيب ممر إنساني لإيصال المساعدات، بموافقة الطرفين".
ووفق التقارير العبرية، فإن تحرك ويتكوف هذا يمثل خطوة مهمة نحو التوصل إلى اتفاق؛ إذ لم يكن ليغادر إلى المنطقة قبل أن يُبلغ بالتقدم الحقيقي، وكانت تترقب تل أبيب هذا المؤشر وتعتبره بوصلتها للتفاعل النهائي مع الاتفاق بإرسال وفدها رفيع المستوى بقيادة رئيس الموساد ديدى بارنياع والوزير رون ديرمر.
24 ساعة
وعلّق مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، للقناة 12 العبرية، على تطورات مفاوضات صفقة الأسرى، قائلاً إن "تل أبيب تتوقع ردّ حركة حماس خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة".
وأضاف المصدر أن "إسرائيل تأمل في رؤية تطور حقيقي في مضمون الصفقة يسمح بإحراز تقدم". وقال إن فريق التفاوض تلقى تعليمات بالبقاء في الدوحة "طالما أن هناك إمكانية لتحقيق هذا التقدم".
وتشير العديد من التقارير العبرية إلى أن أهمّ الثغرات المتبقية تكمن في مسألة الخرائط، وخاصة في مسألة عمق محيط ما تسميها إسرائيل بالمنطقة العازلة الفاصلة بين غزة والمستوطنات، يبدو أن بضع مئات من الأمتار تفصل حاليًا بين مواقع الطرفين.
وتطالب إسرائيل وفق "القناة 13"، بعمق لا يقل عن 1200 متر، بينما تُطالب حركة حماس بـ800 متر فقط، لا أكثر. يبدو أن هذا نزاع قابل للحل.
خلاف المفاتيح
ويدور الخلاف الآخر حول الاقتراح الإسرائيلي أو المفاتيح، أو عدد الأسري مقابل الرهائن، حيث سيتم إطلاق سراح 125 سجينًا مؤبدًا وأكثر من 1100 معتقل سُجنوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتطالب حركة حماس بأعداد أكثر، وأسماء بعينها مختلفا عليها.
وكان ويتكوف قد أوضح للأطراف المختلفة أنه لن ينضم إلى المحادثات إلا إذا كانت على وشك التوصل إلى اتفاق. ويُعدّ سفره المُزمع إلى المنطقة إشارةً مهمةً إلى أن إسرائيل وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق.
وحسب تقرير "معاريف"، فإن الوسطاء أنفسهم وإسرائيل والولايات المتحدة ينتظرون رد حركة حماس على المقترح الأخير لصفقة أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
تحقيق تقدم
ويسافر ويتكوف اليوم لحضور اجتماعات في ، حيث ينتظر هناك للاطلاع على آخر المستجدات في المفاوضات. وفي حال تحقيق التقدم اللازم، سيصل إلى الدوحة نهاية الأسبوع، وفقًا لمصدرين أمريكي وإسرائيلي مطلعين على التفاصيل، لموقع "واللا" العبري.
وليس بعيدا عن ذلك، بدأت الولايات المتحدة تفقد صبرها، وتحاول ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس، سواء عبر الوسطاء أو مباشرةً على عناصرها. وفق عدة تقارير عبرية، منها ما نشرته صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، وقد وجّهت الولايات المتحدة رسالة تهديد إلى حركة حماس، مُشيرةً إلى أن الضمانات الأمريكية التي طلبتها الحركة لإنهاء الحرب لن تُنفذ إذا لم تُحرز تقدما في التوصل إلى اتفاق.
وكشفت "القناة 12"، مقتطفات من حوار دار بين أهالي الرهائن وكبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، طالب خلاله الأهالي باستلام القوائم المخطط لها ومعرفة من سيحدد ترتيب المفرج عنهم في الصفقة.
قوائم الرهائن
ويصر أهالي الرهائن على أن "تشمل المفاوضات جميع المصابين بجروح خطيرة والذين يخضعون للاستجواب والتعذيب وهؤلاء الذين قطعت أخبارهم منذ فترة، بغض النظر عمّا إذا كانوا مدنيين أم جنودًا".
وردّ عضو بارز في فريق التفاوض بأن حركة حماس هي من ستحدد ترتيب المفرج عنهم هذه المرة.
وردًا على سؤال: "أين وصلت الصفقة الآن؟"، أجاب كبير أعضاء فريق التفاوض: إسرائيل تعمل على جميع الجبهات لإتمام الصفقة. زودنا حركة حماس بالخرائط الجديدة، وننتظر ردها الآن. وسنتعامل مع ملف الأسرى وقوائم الرهائن".
إبرام إتفاق
وعن السؤال الأهم الذي يشغل المنطقة بل العالم، هل سيصل لإبرام اتفاق؟ يشير تقرير "يديعوت أحرونوت"، إلى أن كل المؤشرات حتى الآن تؤكد ذلك، إلا إذا حدثت مفاجآت ما.
ووفق التقرير قبل ساعات قليلة من الإعلان عن قدوم ويتكوف، توقع وسطاء مفاوضات صفقة الأسرى أن حركة حماس سترد على مقترح وقف إطلاق النار الأخير قريبا جدا.
الضغوط الأمريكية
ويعمل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع المبعوث الأمريكي طوال الوقت، عبر مسار لا علاقة له بالدوحة، وأفادت التقارير بأن الوزير قد ينضم إليه في قطر.
وصرح مصدران مطلعان على تفاصيل المفاوضات لشبكة "سي إن إن" بأنّ الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتوصيل نطاق تخليها عن السيطرة بمحيط "محور موراغ"، وقد نقلت الآن رسائل إلى حركة حماس مفادها: "صبرنا ينفد، عليكم الردّ قريبا".