خاص / اليوم الاخباري
على كافة الأصعدة والمحاولات يحاول الاحتلال الاسرائيلي اقتناص الفرصة التي من الممكن أن تساعده للامساك بعرض جديد من أجل فتح ملف قضية الجنود الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في غزة ويحاول دائما المساومة على أي تسهيلات أو عمليات دعم تصل الى قطاع غزة مقابلهم، لاستعادتهم بأقل الخسائر.
في المقابل تحاول حركة المقاومة الاسلامية "حماس" من الحصول على شروط توافق في حيثياتها لشروط صفقة وفاء الأحرار التي حدثت في السابق من أجل تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف قضبان الاحتلال الجائرة التي قضوا خلفها ريعان شبابهم وسرق فترة عطائهم ما بين التعذيب والاذلال .
وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021 نحو (4500) أسير، منهم (37) أسيرة؛ فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (450) معتقلاً؛ وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (105) أمر اعتقال إداري، بينها (30) أمرًا جديدًا، و(75) تمديدًا.
من الجدير بحركة حماس والواجب أن تفعله هو السير بجدية وبصورة عاجلة من أجل اتمام صفقة تبادل أسرى حفاظاً على الأسرى الذين يعانون من أمراض تحديداً منهم كبار السن والنساء والأطفال وأن تبقى الصفقة انسانية أكثر منها سياسية من أجل الوقوف مع معاناة من ضحى من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية دفاعاً عنها وعن المقدسات وعن حقوق الفلسطينيين والعالم الاسلامي أجمع.
وتحتجز حركة حماس كنز ثمين لإتمام صفقة تبادل أسرى كبيرة، تتمثل في أربعة إسرائيليين موجودين داخل قطاع غزة، بينهم الجنديان شاؤول أرون وهدار غولدين، اللذان أُسرا في العملية العسكرية عام 2014، ويدعي الاحتلال أنهما قتلا، في حين لم تفصح الحركة عن أي معلومات بشأنهما، والآخران هما هشام السيد وأفيراهم منغستو، وتفيد إسرائيل ومنظمة العفو الدولية بأنهما مدنيان، فيما يوضح ذووهما أنهما جنديان سُرّحا من الجيش، ولم تدل حماس بأي معلومات بشأنهما.
الاحتلال الاسرائيلي كثيراً ما يساوم ويربط ملف الجنود الاسرائيليين بملف اعمار غزة في الوقت الذي ترغب فيه حركة حماس من تكرار صفقة "وفاء الأحرار" والتي أفرجت فيها عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطيني من سجون الاحتلال في عام في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية.
وتجري العديد من المفاوضات والاجتماعات السرية بين الاطراف المعنيّة لكن الى الآن لا يوجد علامات لاتفاق نهائي ونتائج واضحة منهما، حيث أن حركة حماس "كتائب القسام" تدير الملف بطريقة معقدة على المستويات الاستخبارية والأمنية والسياسية، وسط جهد كبير من إسرائيل لإبطال مفعول المفاوضات غير المباشرة.
من أقسى الآلام التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وأهم الملفات التي يتم ادارتها بصعوبة كبيرة بين الاحتلال الاسرائيلي هو ملف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، حيث تحاول فصائل المقاومة الوصول الى امكانية لتحرير الاسرى دون جدوى من الاحتلال، حيث يعاني الأسرى معاناة جمّة ازاء ما يتعرضون له في داخل السجون من قهر وظلم واذلال من قبل السجانين وعزل انفرادي ما الحق بهم كافة الأمراض التي من الممكن أن تصيب جسد الانسان في نفسه وعقله وفكره وعافيته.
لا يمكن لأي فردٍ منّا أن يتخيل نفسه وهو مقيّد ومكبّل لأننا خُلقنا أحراراً ولا يمكن أن تعيش لوحدك في غرفة لا تتجاوز في طولها وعرضها المتريْن، ولا تتصور أن يبقى الجميع منعّمٌ بالدفيء في الوقت التي يتلوّى فيه الأسرى من برد الشتاء وصقيعه، لأننا نعلم أنهم يقبعون خلف قبضان أناس عديمي الانسانية والرحمة ويحقدون علينا كفلسطينيين مدافعين عن أراضينا وممتلكاتنا، لذا حريٌ بقيادتنا أن تسابق الوقت من اجل تحرير من ضحوا لأجلنا قبل فوات الأوان ووفاة الاسرى الذين يحملون الأمراض بل وتتغول في أجسادهم دون رعاية سليمة.