بثت قناة الجزيرة الفضائية مساء اليوم الجمعة، برنامج "ما خفي أعظم"، وكشفت حلقة اليوم عن وثائق وشهادات لاقتحام مساجد ومنازل شخصيات إسلامية في النسما قبل عام.
وشهدت العاصمة النمساوية فيينا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عملية أمنية سُمّيت “الأقصر”، استهدفت 100 شخصية نمساوية مسلمة، حيث اقتُحمت منازل 30 منهم.
ويذكر أن الاقتحام طال أيضًا مؤسسات مجتمعية وخيرية، ومساجد في مناطق مختلفة، وصودرت ممتلكات شخصية.
وأظهرت البيانات في حلقة "ما خُفي أعظم"، أن الحكومة النمساوية روّجت حينها أن الحملة جاءت في إطار مكافحة الإرهاب وتمويله.
وعرض البرنامج شهادات لمجموعة من الأشخاص المستهدفين ذكروا أنهم ما زالوا يعانون نتيجة "تداعيات هذه العملية، ويخوضون معركة قضائية مع السلطات النمساوية في المحاكم".
وعرض التحقيق وثائق قالوا، إنها "سرّية مسربة من الاستخبارات النمساوية والادّعاء العام النمساوي".
وأوضح برنامج "ما خفي اعظم" أن الشخصيات المستهدفة لتحقيق دام 11 ساعة ونصف، وأن الأسئلة التي وجّهت إليهم ركزت على موضوع الصلاة والخلافة، في حين وجّهت أسئلة لناشطين في المؤسسات الصحية والخيرية تتعلق برأيهم في زواج البنت في سن التاسعة وفي ختان البنات.
وفي ذات السياق ذكر محام عدد من ضحايا عملية "الأقصر" أندرياس شفايتسر، أن الهدف من التحقيقات هو الدين بوصفه عقيدة، ولم يكن للتأكد من انتماء المتهمين لجماعة الإخوان المسلمين أو حركة "حماس".
ولم يتمكن الإدعاء العام النمساوي من تقديم أدلة واضحة على إدانة الشخصيات المستهدفة حتى يومنا هذا، بحسب ما أظهر برنامج"ما خُفي أعظم".
وكشف التحقيق عن تفاصيل ما أسماه "التعاون الاستخباري" الذي تم بين الاستخبارات النمساوية وأجهزة أمنية خارجية، بينها أجهزة استخبارات عربية.
وثائق سرية
وأظهر التحقيق وثائق سرّية مسربة، بعضها يعود إلى جهاز المخابرات النمساوي، تكشف عن كواليس ما حدث ومحاضر التحقيق الذي أجري مع الضحايا.
وبينت أحد هذه الوثائق الموجّهة من النيابة العامة لمدينة غراتس إلى جهاز المخابرات النمساوي أمرا باختراق حسابات التواصل الاجتماعي للأشخاص المتهمين، مع التوجيه بالتجسس على اتصالات المتهمين ومراقبة جميع تحركاتهم.
واتهم الادعاء العام في مدينة غراتس جميع الشخصيات المدرجة في القائمة بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين و"حماس"، في إطار تجريم ما تسميه النمسا الإسلام السياسي.
وذكر المحامي "شفايتسر" أن التحقيقات انطلقت من منشورات أشخاص على صفحات فيسبوك تحمل "علامة رابعة" في إشارك لميدان رابعة العدوية بمصر.
وأوضحت وثيقة مسربة أخرى سرية أن المخابرات النمساوية رصدت اجتماعا في فيينا وصفته في الوثيقة بأنه يوحي بالنازية، وأن المشاركين فيه يرفعون تحية هتلر، علمًا أن الصورة كانت لناشطين مسلمين يرفعون شعار رابعة.
