كشف رئيس الوزراء اللبناني السابق وزعيم "تيار المستقبل"، سعد الحريري، اليوم، الإثنين، "تعليق عمله في الحياة السياسية" داعياً تياره إلى عدم الترشّح في الانتخابات المقبلة، لأوّل مرّة منذ تشكيل التيار في العام 1996.
وسالت دموع الحريري في ختام الكلمة التي ألقاها أمام لفيف من مقربيّه في بيت الوسط، مقرّ إقامته.
وتكون "تيار المستقبل" أبرز تيار سياسي لبناني لسنوات، خصوصًا في فترة رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، الذي اغتيل في العام 2005، وخلفه نجله سعد في قيادة الحزب.
واشار الحريري عن اقتناعه بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبط الدولي، والانقسام الوطني".
يأتي ذلك بعد سلسلة انتكاسات مني بها ماليًا وسياسيًا في السنوات القليلة الماضية، وفي ظل أزمة سياسية واقتصادية ومالية حادة تشلّ لبنان.
وأووضح الحريري، مبرّرًا التحالفات التي أبرمها وأثارت غضب قاعدته الشعبية، وأبرزها الاتفاق مع غريمه "التيار الوطني الحر"، لانتخاب رئيسه، ميشال عون، لرئاسة الجمهورية، إنّ مشروع والده "يمكن اختصاره بفكرتين: أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان؛ وثانيًا: حياة أفضل للبنانيين. نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية".
وأردف "لا شك أنّ منع الحرب الأهلية فرض عليّ تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار (2008)، إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها. هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم".
وتابع الحريري "لكنّ الأساس، أنّ الهدف كان وسيبقى دائما تخطي العقبات للوصول إلى لبنان منيع في وجه الحرب الأهلية، ويوفر حياة أفضل لكل اللبنانيين".
وأكد الحريري عن انزعاجه من عدّه جزءًا من النخبة الحاكمة التي انتفض ضدّها اللبنانيون عام 2019، قائلا "قد أكون قادرا على تحمل كل الخسارات، لكن ما لا يمكنني تحمله هو أن يكون عدد من اللبنانيين الذين لا أرى من موجب لبقائي في السياسة سوى لخدمتهم، باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولا لبلدنا وشعبنا".
يشار الى ان الحريري عاد إلى لبنان يوم السبت، من مهجره الاختياري في الإمارات. وامتنع الحريري في كلمته عن شكر السعودية التي قدّمت الدعم له ولوالده، قبل اعتقاله عام 2017. وحينها نشرت وسائل إعلام أجنبية أن مقرّبين من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اعتدوا على الحريري بالضرب.