خاص / اليوم الإخباري
#رمضان_شهر_الخير
على اعتاب الشهر الفضيل يستعد المواطنون لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يُطل علينا في أوائل شهر أبريل القادم من العام الجاري محتفلين بقدومه من أجل تلبية الفريضة الأساسية والاستمتاع بالأجواء الايمانية والروحانية التي تملأ الأجواء التي تميّز هذا الشهر وتمنحه الطابع الخاص عن باقي الشهور.
ورغم ما يمرّ به قطاع غزة من أزمات ومحن وظروف اقتصادية صعبة يحاول المواطنون القفز عن كافة هذه الصعوبات والعيش بالأجواء الايمانية التي ينتظرونها من أجل التقرب الى الله مع خلق أجواء مختلفة عن باقي أيام السنة، حيث يبدأ المواطنون بشراء الاحتياجات الأساسية اللازمة للسفرة الرمضانية، الى جانب ذلك يبدأ الأطفال والشباب بتزيين حاراتهم الصغيرة من أجل التغلب على الأحزان التي يعيشونها في القطاع المحاصر.
وينتظر المواطنون في غزة الشهر الفضيل للاحتفال بأجوائه التي تكسر روتين السنة الكاملة، حيث يعتبر شهر رمضان هو أحد شهور السنة الهجرية التي يبدأ العابدون بأداء فريضة الصيام للتقرب الى الله وكسب الثواب، حيث يشرع الغزيّون بخلق الأجواء التي توحي بمظاهر الشهر الفضيل وذلك بهدف الخروج من دائرة المآسي التي يمر بها القطاع وتجاوز الذكريات التي حصلت في أعوام سابقة بتزامن شهر رمضان مع العدوان الاسرائيلي على غزة، ذلك أحد أهم الأسباب التي تجعل المواطن الغزي يهتم بتزيين الشوارع وحارات المخيم .
الزينة المعلّقة والاضاءات التي تملأ أبواب المحال التجارية، والأغاني والأهازيج التي توحي وترحب بقدوم الشهر الفضيل كلها مظاهر تبعث فينا أجمل اللحظات وتخرجنا من ضيق العيش في غزة، هذه الأجواء مطلوبة لنا لتفريغ طاقاتنا السلبية وبل وتربط في أذهاننا الأيام الجميلة في شهر رمضان ليس ما تركه الاحتلال عالقاً من أصوات الصواريخ لحظات الافطار.
ليس فقط المواطن وحده من يهتم بتزيين البيوت والحارات، بل أجمع رؤساء البلديات الموجودة في كافة محافظات قطاع غزة على اعداد خطط من الشهر الجاري سيتم من خلالها تنفيذ مشاريع اضاءة وتزيين الشوارع والحارات من أجل إضاءة بعض المناطق التي لا يوجد فيها اضاءة بالإضافة الى اجراء اصلاحات خاصة بإنارة الشوارع وتزيينها حسب افادتهم ضمن استعداداتهم لاستقبال الشهر الكريم فضلاً عن اعدادهم لخطط من أجل ضبط حالة الاسواق وتوفير اماكن للباعة المتجولين و البسطات منعاً للازدحام والحوادث.
هذه الخطط تأتي من البلديات ضمن سلسلة الخطط التي تقوم بها في فترات متفاوتة من أجل تقديم الاصلاحات للطرقات من أجل التخفيف على المواطنين منع حدوث الأزمات، الى جانب اهتمامها بخلق المناظر الجميلة التي تخفف على المواطن الغزي الذي عاش الحروب والانتهاكات ولا زال قابع تحت حصار الاحتلال الاسرائيلي المفروض من ما يزيد عن 15 عاماً .
وعن استعداد المواطنين للشهر الكريم يحاول أرباب الأسر توفير الاحتياجات الأساسية التي تلزمهم لموائد الافطار والسحور من أجل المقدرة على الصيام في الوقت الذي يعاني منه سكان القطاع من ظروف اقتصادية صعبة بسبب انعدام فرص العمل الأمر الذي يجعل المواطن الفقير ينتظر المساعدات المقدمة من المؤسسات والجمعيات الخيرية.
لعل أبرز ما يميّز أهل غزة هو تعودهم التغلب على المحن والظروف الصعبة التي يمرون بها، حيث اعتادوا على خلق أجواء الفرح من بين ركام بيوتهم المدمرة، ومن أصوات الطائرات الحربية التي لا تهدأ حتى في أيامنا العادية، عودونا على المناضلة ومجابهة المحتل حتى في أسوأ لحظاتهم من أجل ايصال رسالة عظيمة للعالم بأنه رغم وجود الاحتلال على ارضنا ورغم محاولاته المستمرة في سلب حريتنا وفرحنا وأجمل ايام أعمرنا الا أننا قادرون على قهره برسم البسمة على شفاهنا من أبسط الأشياء التي نفعلها متجاوزين في ذلك حصاره ومؤكدين على أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة .