لمة العائلة على طاولة الإفطار.. بهجة في شهر رمضان

لمة العائلة على طاولة الإفطار.. بهجة في شهر رمضان

2022/04/14 الساعة 05:56 م
thumbs_b2_a399c406f80eedeb8191779fd4fa2ae3

  • #خاص/اليوم الإخباري

#رمضان_شهر_الخير

شهر رمضان وحده يعطي شعوراً بالسعادة لتقربك من الله وأداءك للعبادات وبالتالي تدرك شعوراً أنك مرضيٌ عنك، وما أجمل المشاعر والأوقات بعد ذلك لمة العائلة في قطاع غزة على سفرة أو طاولة واحدة، الأب بجوار الأم والأخ بجوار الأخت والجميع على وجهه ابتسامة لا يعرفها إلا من عاش مثل هذه اللحظات.

ليس من الشرط أن تكون لمة العائلة على طاولة الإفطار هدفها تناول الأكل وشرب السوائل فقط وهنا تتحقق السعادة هذا فكر خاطئ للأسف، فاجتماع الأسرة يجب أن يكون على العبادة والذكر أيضاً، بحيث لا نربط جمعتنا بتناولنا الطعام وإنما في التقرب لله بكل الفرص والسبل والطرق.

وفي قطاع غزة، نتحدث لكم عن أهم الجمعات التي تكون وهي اجتماع الجار بجاره ما قبل أذان المغرب أو ما بعده، تجدهم ما قبل الإفطار يجلسون أمام بيوتهم والأطفال من حوليهم يستمعون لما يقولون عن حكايا شهر رمضان في السنوات التي سبقت، وما بعد صلاة التراويح حيث يجلسون ويتناولون الحلوى وكلامهم يختصر باستعدادهم للأيام العشرة الأواخر أو لعيد الفطر السعيد.

طقوس رمضانية عائلية
رمضانُ رمزٌ لالتِمامِ العائلةِ على بعضها، فالأمُّ تقضي ساعاتِ النهارِ الأولى بالعبادةِ وقراءَةِ القرآن، ثم تلتَفتُ إلى أمور المعيشةِ اليومية ثمَّ إلى تحضيرِ الطعام، والأطفالُ يقومون بتحضير واجباتهم الدراسية بعد انقضاء ساعاتِ الدوام، بينما يُمضي الأبُ جُلَّ وقتِه في الخارجِ سعيًا للرزقِ وسُبُلِ العيش، فما يحينُ موعدُ أذانِ المغرب إلا وقد تجمَّعت كل أفرادِ الأسرةِ حولها، وتساعدوا فيما بينهم لتحضيرها، فيُقبلون على بعضهم بقصص النهار، ومشاركة الجارِ والقريبِ بالولائمِ، ويهتمُّ الكثيرُ منهم بالمشاريعِ الخيريةِ التي تؤمّن للفقراء وجباتِ إفطارهم، وتقدم لهم الملابس الجديدة تجهيزًا لعيد الفطر السعيد.

ثمّ تتوجهُ العائلة كلها إلى المسجدِ لأداءِ صلاةِ التراويح، تلك الصلاةُ التي تخصّصَ بها هذا الشهر الكريم فلم تُصلَّ في غيرهِ، فتمنحُ المؤمنَ سكينةَ قيامِ الليل، والشعورَ بروحِ الجماعةِ خلف الإمام، والإحساسَ بالتحليقِ عاليًا بين يدي قراءته الفريدة للقرآن الكريم، فتوقظُ الغافلَ من غفلتهِ، وتُرجِعُ المذنب عن ذنبه، وتقرّبُ المحبَّ إلى حضرةِ محبوبهِ فيُناجيهِ بكل ما أوتي من لغةِ القلب، وكأنّهُ على موعدٍ مع هذه الساعات الفضيلةِ منذ عامٍ كامل، ينتظرُ أن تُقدِمَ عليه فينسى ما أحدثَتْهُ الأيام من سوادِ البُعد وألم الفراق.

الفرحة والبهجة بالشهر المبارك
يخرج المصلون من المساجد في وقت واحد أيضًا، فيجدونَ الشوارعَ وقد زُيّنتْ بالأعلامِ التي كُتبتْ عليها عبارات الترحيب، وبالحِبالِ المُضيئة التي تنيرُ الشوارعَ للمصلّين حتى يعودوا إلى منازلهم، فينامون ريثما يأتي وقت السّحور، تتمايلُ الأعلامُ بأبهى الألوان فرحًا وابتهاجًا بهذا الشهر العظيم، ويتراكضُ الأطفالُ سعادةً بما في هذا الشهر من روحانيةٍ تشعرهم بالنقاءِ والبهجة، فما الاحتفال بشهر رمضان في قطاع غزة إلا تعبيرٌ عن مدى قوةِ هذا الشهر في تأثيرهِ على عباداتهم وسلوكهم في السير إلى رضوان الله تعالى وابتغاءِ جنّته وغفرانه.

ويعودُ الناسُ إلى بيوتهم، منهم من يتسامرُ مع عائلتهِ إلى الفجر، ومنهم من يرقُدُ ريثما يأتي وقت السّحَر، فلا يكادُ شارعٌ يخلو من إيناسِ الأحاديثِ في المساءِ، أو تلاوةِ القرآن، أو سمَر العائلاتِ مع بعضها، يكادُ يكونُ رمضان منشِّطًا عامًا للجميع، فما فيه وقتٌ إلا ويستثمرُهُ أحدٌ ما في أمر من أمورِ حياته، فيستفيدُ من تنظيمهِ، فهو حبيبُ العابدين، وسميرُ المتعبين، وأنيسُ من تؤرقهم الوحدةُ طيلةَ أيام العام.