خاص/اليوم الإخباري
#رمضان_شهر_الخير
يرتبط الفلسطينيون بعدة طقوس خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يقيمون بعدد من الطقوس الخاصة احتفاء بمجيء شهر الصيام، وتتميز أيام "رمضان" في قطاع غزة بطقوس مميزة، تعطى طابعًا خاصًا خلال الشهر الكريم، ومنها "المسحراتى" الذي رغم اختفائه بالعديد من مناطق البلاد، لكنه لا يزال حاضر في أذهان وعقول الفلسطينيين.
وكلمة المسحراتى مشتقة من كلمة سحور، والمسحر هي وظيفة أو مهمة يقوم بها شخص لتنبيه المسلمين ببدء موعد السحور، وبدء الاستعداد للصيام، تبدأ تلك المهمة بانطلاق المسحر قبل صلاة الفجر بوقت كافي، يحمل في يده طبلة وعصا، ينقر عليها صائحًا بصوت مرتفع "اصحى يا نائم اصحى وحد الدايم.. رمضان كريم".
أول مسحراتي في الإسلام
ويجمع المؤرخون أن أول مسحراتي كان عتبة بن إسحاق عام 228 هجرية بالدولة الفاطمية، حيث كان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وينادى الناس بالسحور، وكذلك هو أول من أيقظ الناس على الطبلة.
وازدهرت مهنة المسحراتى في العصر العباسي، ولعل أشهر من عمل بها "ابن نقطة"، فكان موكلاً إليه إيقاظ أسرة الخليفة العباسي، وكان صوته عذباً جميلاً يحفظ أبياتاً تحث على الزهد والتصوف، ولاقى شهرة واسعة في كتب النوادر والطرائف في ذلك العهد.
أصول المسحراتي
وبحسب "الباحثون المصريون" فأن قصة المسحراتى في مصر بدأت منذ ما يقرب من 12 قرن مضى، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلى مصر، وكان إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، وينادى الناس بالسحور.
ومنذ ما يقرب من ألف عام، وتحديدًا في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتى تم تعيين رجلا للقيام بتلك المهمة، أطلقوا عليم اسم "المسحراتى"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها قائلاً: "يا أهل الله قوموا تسحروا".
توظيف المسحراتي فنياً
أول من وظفها فنياً كان الموسيقار الراحل سيد مكاوي، حيث أطلقه في برنامج إذاعي حصد الكثير من النجاح، قبل أن تنتقل شخصية المسحراتي على يديه إلى شاشة التلفاز ويؤديها لاحقاً الكثير من الفنانين المعروفين، ومن أبرز الأدوار التي سلطت الضوء مؤخراً على شخصية المسحراتي في الأحياء الشعبية القديمة كان مسلسل باب الحارة بشخصية أبو غالب وحظي المسلسل بمتابعة عربية واسعة ويترقب الجمهور الجزء السادس منه هذا العام فهل سيكون فيه حضور للمسحراتي.
ورغم خفوت نداءات المسحراتية في الكثير من العواصم، الا أن سحر ابتهالات الليل ومناجاة الفجر في الشهر الفضيل لا تمحوه صفارات المنبه الباردة، ولا رنات الهواتف الذكية التي بات الغالبية يعتمدونها وسيلة لإيذانهم باقتراب الفجر الذي يعقبه هذا العام فترات من الصيام الطويل.