قال رئيس حركة (حماس) في الخارج خالد مشعل: إننا "لن نسمح نحن كشعب فلسطيني وكمقاومة وكأمة، بتهويد المسجد الأقصى أو تقسيمه أو هدمه أو بأي شكل من أشكال السيادة الدينية والسياسية للاحتلال عليه".
وحذر مشعل في تصريحات صحفية، من أن "الأجندة الصهيونية ما زالت قائمة، وأنبّه شعبنا العظيم بأن المعركة لم تنتهِ بعد، وهناك توقع لاقتحامات في أعيادهم المقبلة.
ونوه إلى أن "العدو ظن أن محاولة منع كل أشكال المقاومة المسلحة في الضفة الغربية أن الأرض تستقر له، وأن يواصل خطته في الاستيطان وقضم الأراضي والسيطرة على المسجد الأقصى".
وأشار مشعل إلى أن "العدو أراد في الفترة الماضية أن ينتزع السيادة الدينية على المسجد الأقصى من خلال التقسيم الزماني والمكاني".
وأوضح أن "المصطلح الذي روجّه الاحتلال ويتناوله بعض السياسيين الأوروبيين بحرية الوصول إلى أماكن العبادة، هو مصطلح مضلل، لأن الأقصى معلم ديني إسلامي خالص لا حق للصهاينة فيه".
وبين مشعل أن الاحتلال أراد في فترة الأعياد اليهودية التي تزامنت مع شهر رمضان أن يقترب أكثر من حسم معركة الأقصى بذبح القرابين في ساحاته، ولكن النضال الفلسطيني وصموده في ساحات الاقصى، وجاهزية المقاومة أجبرت الاحتلال على التراجع.
وشدد على أن "معركة سيف القدس تشكل محطة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني".
وأكد مشعل أن "المعركة شكلت نموذجا لوحدة الوطن، ومن أهم دلالتها أنها رسخت في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي الثقة بالقدرة على هزيمة هذا الكيان".
وقال إن معركة سيف القدس كادت أن تتكرر في رمضان الماضي، لكن حققت المقاومة بالتلويح والتهديد ما أغناها عن دخول الحرب.
وتابع مشعل أن ذلك كان "بالتكاتف مع عظمة دور المرابطين والمرابطات، وصمود أهلنا في القدس والـ48 والضفة، وإسناد شعبنا في الشتات".
وأشار إلى أن "تهديدات الاحتلال لقيادات المقاومة ليست جديدة، وسبق للاحتلال أن هدد ونفذ اغتيالات لقيادات بارزة في تاريخنا من كل الفصائل، لكن ذلك لم يوقف تقدم المقاومة وتعاظمها".
وشدد على أن "الشهادة عند الشعوب الحرة تقربها من النصر، ومرحبا بالموت في سبيل الله".
ونوه مشعل إلى أن جريمة الاحتلال باغتيال الإعلامية البارعة شيرين أبو عاقلة ليست الأولى في استهداف الصحافة والمتضامنين مع شعبنا، حيث قتل 55 صحفيا خلال السنوات الماضية، وما زال يعتقل 15 آخرين.
وأضاف رئيس حركة حماس في الخارج "عندما تبدأ جرائم العدو في الانقلاب عليه، فإننا نبدأ العد العكسي لعمر هذا الكيان".
وأوضح أن "الذي يكشف الوجه القبيح للاحتلال وجرائمه وحماقاته ليست المفاوضات وحالة السكون، إنما المواجهة والنضال".
وقال مشعل إننا "نعتبر جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة من المحطات التي ستكشف جرائم الاحتلال وتعري صورته، وتجعله يتراجع إلى الوراء".
وحول العمليات الفدائية الأخيرة، أوضح أنه "قبل تزامن الأعياد الصهيونية مع شهر رمضان جاءت العمليات المباركة في بئر السبع والخضيرة، ثم 3 عمليات على فترات في تل أبيب وسلفيت".
وأفاد مشعل بأن الاحتلال "ظن أن بعض لقاءات التطبيع هنا وهناك قد كشفت ظهر شعبنا الفلسطيني، لكنه دائما يسيء تقدير الموقف، ولم يدرك بأن الصمود الفلسطيني نابع من العشب ذاته وشعوره بأنه صاحب الحق".
وأكد أن "فلسطين مقبرة الغزاة، وهذا الكيان ليست استثناء، وسوف يرحل".
وشدد مشعل على أن صمود مخيم جنين، والعمليات المباركة، ودماء منفذيها ضياء حمارشة ورعد حازم ومحمد أبو القيعان وإخوانهم شكلوا محفزا لشعبنا، وجعل الروح الجهادية تشتعل، والضفة الغربية أصبحت على موعد مع انتفاضة جديدة.
وأوضح أن "الاعتكاف في المسجد الأقصى أصبح وسيلة نضالية، والاحتلال أصبح غير قادر على ملاحقة تدفق العمليات".
وتابع مشعل: "عندما حاول الاحتلال أن يسرف في اقتحامات الأقصى، جاءت غزة لتهدد وتقول إن أيدينا على الزناد، وجاهزون للانتصار للقدس كما فعلنا العام الماضي".
وأشار إلى أن المقاومة استخدمت السلاح والصواريخ العام الماضي للدفاع عن القدس، ولوحت باستخدامها العام الحالي، وحققت بالتلويح بالمقاومة وسياسة حافة الهاوية ما حققته العام الماضي فارتدع العدو.
وأضاف: "الاحتلال لم يتوقف عن أجنداته، لكنه أجبر على التراجع، وهذه محطة إنجاز وطني".
وقال مشعل إن شعبنا الفلسطيني يتوحد في ساحة المعركة، ولا يوحد شعبنا إلا دماء الشهداء وبطولاتهم، والقدس والأقصى.
وشدد على أنه "لا يكفي أن تترك غزة تقاتل منفردة في حروب متكررة، ولا يكفي أن يُترك المرابطون وحدهم في مواجهة الاقتحامات".
وأوضح أنه"عندما تتعانق جبهات المقاومة وتتكامل فإن العدو يجبر على التراجع، ويرتبك ويتعاظم أثر المقاومة بتحقيق منجزات شعبنا".
وأكد مشعل أن "العدو لم ينجح في سياسة تفريق شعبنا، ورأينا كيف أن غزة بعد الانسحاب لم تتخلَّ عن واجباتها الوطنية، وكذلك أهالينا في الـ48".
وحيا مشعل، الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، موجها رسالة لهم قائلا "أنتم إن شاء الله شركاء في النصر والتحرير، ونحن وإياكم سنكون تحت سيادة الدولة الفلسطينية الحرة".
وبخصوص ملف الأسرى ومعاناتهم في سجون الاحتلال، قال مشعل إن "ملف الأسرى لا يغيب عن الذاكرة ولا عن الأجندة ولا عن العمل الفلسطيني بكل أشكاله من المقاومة التي تتحمل مسؤوليتها في الإفراج عنهم، وكل الأداءات السياسية والإعلامية وتوظيف علاقاتنا الدولية والإقليمية من أجل الضغط على الكيان للإفراج عنهم".
وأوضح أن "العدو يحاول أن يبخس ما تملكه المقاومة ويزرع اليأس في الأسرى، لكن كما نجحت المقاومة في إرغام العدو على إطلاق الأسرى، سنجبره مرة أخرى".
وأضاف مشعل أننا "لن نكتفي بجهد ولا جهدين ولا ثلاثة من أجل تحرير الأسرى، ولن تكتفي المقاومة بجهد منطقة أو جهد جزء من المقاومة الفلسطينية، بل الجميع يتحمل مسؤوليته، والصبر جميل".
وأكد رئيس حركة حماس في الخارج أن "الأسرى جزء من عناوين النضال الفلسطيني بجانب الأرض والقدس والمقدسات والعودة والوطن والمقاومة".