"الجماعات الارهابية" وسياسة الكر والفر مع الجيش المصري

"الجماعات الارهابية" وسياسة الكر والفر مع الجيش المصري

2022/05/19 الساعة 11:07 ص
"الجماعات الارهابية" وسياسة الكر والفر مع الجيش المصري

خاص / اليوم الاخباري

تتواصل الهجمات التي تنفذها الجماعات التكفيرية والعناصر الارهابية في شمال سيناء، شمال شرق مصر، ضد الجيش المصري الذي يتصدى لأي هجوم خطير قد يشكل الخطر على الأمن القومي المصري، الأمر الذي يستعدي منهم التصدي والمواجه لهم لمنعهم من تحقيق أكبر الخسائر لدى الجيش ومنع أي عملية خلق التوتر بين صفوف المواطنين.

وقبل ما يقرب ال 6 أيام أعلن الجيش المصري عن مقتل 5 جنود مصريين شمال سيناء، في ثاني هجوم دام على قوات الأمن من قبل مسلحين خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة التصدي "لعناصر إرهابية" بمحيط أحد الإرتكازات الأمنية بمحافظة شمال سيناء، كما أفاد بمقتل 23 من "العناصر التكفيرية" بالمحافظة نفسها.

تلك العمليات التي تشنها الجماعات الارهابية تهدف لزعزعة الأمن المصري وخلق حال من التوتر للقيادة العامة ومحاولة النيل من استقراهم الموجود، حيث تأتي تلك العملية بعد أن كان الجيش المصري قد أعلن في ذات الشهر الحالي عن مقتل 11 جنديا مصريا إثر تصديهم لهجوم شنته ذات العناصر التكفيريّة على إحدى محطّات رفع المياه في منطقة غرب سيناء، في واقعة لم تحدث منذ عاميين على الأقل والذي تبنى الهجوم تنظيم الدولة الإسلامية عبر وكالته الاعلانية.

تلك العمليات التي تحدث في شمال سيناء تؤثر على حركة التنقل بين غزة ومصر، حيث تتضرر حركة المعابر بشكل كبير وتتسبب العمليات الارهابية في اغلاق معبر رفح البري الذي يقع على الحدود بين غزة ومصر، واغلاق المعبر يعطل حركة المسافرين والبضائع أيضاً الأمر الذي يفاقم الأزمات ويزيد الأوضاع الاقتصادية سوءا .

الأحداث الارهابية حدثت أثناء اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في القاهرة حيث كانا يتباحثان في الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة التي تعد المانح الرئيسي للمساعدات العسكرية لمصر إضافة لبحث مكافحة الإرهاب.

ويعتبر هذا الهجوم أحد سلسلة هجمات اعتادت أن تنظمها هذه الجماعات، حيث كان آخر هجوم تعرض له أفراد الجيش المصري في نهاية أبريل/نيسان 2020، في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء والي أسفر عن سقوط 10 مجندين بين قتيل وجريح والذي تبناه لاحقا تنظيم الدولة.

كما أن القوّات المصريّة منذ فبراير/شباط 2018 تشن حملة واسعة على مجموعات مسلحة في شمال وسط سيناء والتي كانت نتائجها مقتل أكثر من 1000 شخص يسميهم الجيش المصري "تكفيريين"، فيما سقط خلال هذه الحملة عشرات الجنود والضباط بحسب الاحصائيات التي يدليها الجيش.

وبعد اطاحة الجيش المصري للرئيس الراحل محمد مرسي في عام 2013 إثر احتجاجات شعبيّة حاشدة ضد حكمه، تُواجه مصر تصاعدًا في أنشطة الإسلاميّين المتطرّفين في شمال ووسط سيناء، حيث يتم تنفيذ العمليات العدائية لزعزعة الأمن المصري في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن القوات المصرية دائماً ما تستعى لأن تقف سداً منيعاً لتلك المحاولات البائسة التي تخلق البلبلة في مصر محاولين الحفاظ على السلم والأمن في المنطقة.