انطلقت مسيرة حاشدة مساء اليوم السبت، في شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، طالب خلالها أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم باستعدادها رافعين صور الشهداء وشعارات كان أبرزها "بدنا ولادنا".
وشارك في المسيرة أهالي الشهداء، إلى جانب عدد كبير من النشطاء وممثلي المؤسسات الداعمة للأسرى، مطالبين بضرورة العمل الجدي على تفعيل قضية أبنائهم، بعد الارتفاع الكبير في أعداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال.
وانضم للمشاركين في المسيرة، والدة الشهيدة مي عفانة، من بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس، والتي قالت: إن "كل ما تطالب به العائلة هو تسلم جثمان ابنتهم ودفنها في قبرها الذي فتح لها منذ استشهادها وحتى الآن".
واستشهدت مي عفانة قبل قرابة العام ( في 16 يونيو/حزيران 2021) قرب بلدة حزما، شمال شرق القدس، حيث أطلق عليها الاحتلال النار بتهمة محاولتها تنفيذ عملية دهس، وأبقت على جثمانها في الثلاجات.
وتابعت والدة الشهيدة عفانة: "منذ احتجاز الجثمان تخوض العائلة معارك قانونية وشعبية للضُغط على الاحتلال بتسليم الجثمان، وسط تخوفات من دفنه في مقابر الأرقام، وهو ما سيصعب على العائلة في حينه استلام الجثمان".

وتخشى 103 عائلات من دفن أبنائها في مقابر الأرقام الإسرائيلية بعد احتجاز بعضها في الثلاجات لسنوات، في ظل تعنت الاحتلال في قبول طلبات تسليم جثامينهم.
ويشار إلى أن هذا العدد هو عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عودة الاحتلال لسياسة العقاب الجماعي باحتجاز جثامين الشهداء بعد هبة القدس في العام 2015، بينما يتجاوز أعدادهم من قبل ذلك ال 250 شهيدا.
وكان من بين المشاركين أيضاً، والدة الشهيد صالح عمر البرغوثي من بلدة كوبر شمال رام الله، وقالت :"إن الأهالي لديهم القين الأكيد أن أرواح أبنائهم في مكان أفضل من الأرض، ولكنهم يسعوا لاستلام جثامينهم ودفنها تكريما لهم"
ويذكر أن البرغوثي استشهد بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في كانون أول/ ديسمبر من العام 2018 بالقرب من مستوطنة بالقرب من رام الله قتل خلالها مستوطنين إثنين، واختطف الاحتلال جثمانه وأبلغ العائلة بنيته عدم تسليم الجثمان و الاحتفاظ به.
بدوره، أفاد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: بأن "الاحتلال يحتجز جثامين تسعة من الأسرى السهداء كان أخرهم الشهيد داوود الزبيدي من مخيم جنين".
وتابع فارس: إن "احتجاز الجثمان جزء من سياسية العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني كاملاً، مشيراً إلى بعض الشهداء ترفض "إسرائيل" تسليمهم واستعمالهم كورقة ضغط في أيه صفقات تبادل يمكن أن تجريها مع المقاومة".
وأعلن أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، اليوم السبت، إطلاق الحملة الشعبية لاستعادة جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام، خلال وقفة ومسيرة نظمت في مدينة رام الله.














