خاص / اليوم الاخباري
نعيش أيامنا هذه ونراقبها على أن تنقضي رغم علمِنا بأنها تنقضي من أعمارنا ولكن لعلّ في انقضائها الحلول التي ينتظرها أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، تلك البقعة الجغرافية التي يتكالب عليها كل الطامعين وأولهم الاحتلال الاسرائيلي الذي يفرض كل أنواع العقوبات من أجل حصارها والتضييق عليها بكل ما أوتيَ من قوة.
بات المواطن في غزة يشعر وكأن الحياة تقبض عليه كـ "الكماشة" لا يستطيع أن يفلت منها وغير قادر على التخلص من آلامها ولا من ضغوطها، تزداد بشكل كبير الضغوط اليومية التي تجعله غير قادر على التحميل وتستنزف طاقاته ما يجعله أقلّ صبراً على المعاناة.
الجميع يعلم بالمشكلة التي يعانيها سكان قطاع غزه هذه لأيام المتمثلة في ارتفاع الأسعار على مستوى المواد الغذائية والتموينية من جهة، والمحروقات والغاز والوقود والعجز الكبير التي تواجهه الحكومة في توفيره للمحطات من جهة أخرى، مشاكل عديدة تعزز الحصار وتؤدي الى تضييق حلقاته دون ابقاء مجال للتحمّل حسب ما نرى ونسمع من المواطن في غزة.
لعل ارتفاع الأسعار يشمل القمح الذي يعتبر أحد أهم المكونات الأساسية ولا يمكن الاستغناء عنه نهائياً، اضافة الى ارتفاع أسعار المحروقات منها البنزين والغاز وغيرها يأتي كنتاج الى ندرة ادخال تلك المواد للقطاع اضافة للظروف السائد بين روسيا وأوكرانيا التي تعتبر تلك الدول أحد أهم المصدرين للقمح في العالم.
ولم تقتصر المشكلة الان على غلاء الاسعار فحسب، بل تتعاداها لأن تعلن شركة توزيع الكهرباء في غزة عن البدء بالعمل بالجدول الجديد الذي يشمل 8 ساعات وصل كهرباء مع اقتطاع ساعتين منهم بسبب قلة الوقود المشغل للمحطة وبسبب الضغط الكبير الذي يزداد طردياً مع حرارة الطقس، وهذه المشكلة الأزلية التي لا يوجد لها حلاً جذرياً حتى يومنا هذا.
تلك الضغوط الذي يواجهها المواطن في غزة لا يمكن أن تُنسينا الضغوط التي يتعرض لها بعد كل عدوان اسرائيلي على غزة، انها تراكمات ترهق النفس والعقل والروح والتي تؤثر على حياة الانسان بالسلب، فرغم أن الاحتلال الاسرائيلي الأسبوع الماضي خرج في "مسيرة الأعلام" حسب ما يسميها والتي تمركزت في باب العامود في عاصمة الدولة الفلسطينية " القدس" الا أن الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم الغرفة المشتركة لم تأبه لاستفزازات الاحتلال الغاصب ولم تندرج الى تصعيد معه، علما أنه كان يرغب في ذلك ولكن وعي القيادة المختصة أن قطاع غزة في ظل ارتفاع الاسعار ووجود العديد من الأزمات لا يمكن أن يتحمل الدخول في تصعيد مع الاحتلال مع تحفظهم بالرد في الوقت الذي يروه مناسباً.
الوضع الراهن لا يُنذر بشيء جديد سوى أن قيادة حركة حماس يعملون في الخارج على تشبيك علاقات جديد تخدمهم على المستوى السياسي والعسكري في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، اضافة الى أنهم يحاولون توفير ما يلزم القطاع من احتياجات أساسية مع تنفيذ المراقبات على السلع والخدمات منعاً للاحتكار، فضلاً عن محاولة القيادة الحفاظ على الهدوء دون حدوث أي تصعيد جديد وقد يكون هناك تخطيط على المستوى الداخلي لصفقة تبادل جديدة قد نتفاجأ فيها في الوقت القريب!