خاص/ اليوم الاخباري
لا يخلو مجتمع من المجتمعات العربية أو الغربية من المشاكل الاجتماعية التي تواجه الناس، حيث تتعدد الأزمات والحوادث والظواهر الاجتماعية التي قد تؤثر سلباً على المجتمع ولكن تختلف حدتها من مجتمعٍ لآخر نتيجة الوعي المجتمعي والثقافي للمواطنين كذلك درجة مواجهة الحكومات لتلك المشكلات والحد منها بل والقضاء عليها.
وهناك عدة أسباب التي من شأنها زيادة تلك المشاكل الاجتماعية داخل المجتمع أهمها الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي من الممكن أن يكون في أسوأ حالاته الأمر الذي يفاقهم الأزمات، كذلك الوعي الثقافي وارتفاع نسبة المتعلمين بين الناس حيث كلما كنا نعيش في مجتمع متعلّم ومثقّف كلما عرف كيف يتعامل ويدير الأزمات والعكس صحيح فيما لو كان غير ذلك، اضافة الى شعورهم بالأمن والأمان في بلادهم ففي الوقت الذي يكون فيه المواطن يبحث عن تطوير نفسه يتفاجأ بأحداثٍ قد تزعزع حياته واستقراره.
لا شك أن قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الاسرائيلي يعاني الكثير من المشاكل والاضطرابات التي تزعزع أمنه واستقراره الا أن نسبة الحوادث المجتمعية والكارثية تعتبر قليلة ومسيطر عليها مقارنة مع الكثير من دول العام النامية التي تشهد الحوادث الغريبة كالانتحار والتشرّد وغيرها من الآفات المجتمعية.
حيث بين الحين والآخر بفترات متباعدة تنقل لنا الأخبار المحلية بعضاً من حوادث حالات الانتحار التي تحدث في قطاع غزة والتي تحمل في تفاصيلها وتحليلها أن الشاب أقدم على الانتحار نتيجة الضيق في العيش وعدم قدرته على توفير قوت يومه الأساسي الأمر الذي يدفعه للجوء الى الطرق غير الشرعية والمحرمة من أجل مفارقة الفقر بل ومفارقة الحياة.
وفي شهر أبريل الماضي وقعت حادثة وفاة شاب في الثامن والعشرين من عمره في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وسط ظروفٍ غامضة في داخل منزل عائلته في المدينة، الأمر الذي دفع الجميع يُجزم بأنه قد أقدم على الانتحار نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها هو وعائلته.
وذات الحالة في وقت سابق وقعت يوم 5 فبراير 2022 التي أودت بحياة مواطن (41 عامًا) في ظروف غامضة أيضاً من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مثل هذه الحالات يتم اخفاؤها وتغليفها بمصطلح " الظروف الغامضة" إما يتم ارجاعها الى أسباب أخلاقية أو أنها أسباب اقتصادية نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن في غزة وانعدام فرص العمل الأمر الذي يفاقم أزمة المواطن في العيش.
لا يمكن اغفال دور الحكومة في قطاع غزة في مواجهة مثل هذه الحالات والحوادث التي من شأنها زعزعة الأمن، ولا يمكن اغفال دورها في معاقة كل من يقف وراء مثل هذه الحوادث ولكن يجب أن تكون أكثر حزماً في مواجهة هذه الآفة خوفاً من انتشارها في غزة كالنار في الهشيم، ويجب أن توفر أكبر قدر ممكن من فرص العمل والتي من شأنها تحسين الظروف المعيشية للمواطن الذي يعاني الفقر، الى جانب ذلك يجب محاربة كل من يقف ويشجّع على انتشار مثل هذه الحوادث لأنه انتشارها يؤدي الى شعور المواطن بأنه لا يعيش في بيئة هادئة بل تبُث له الطاقة السلبية الأمر الذي ينعكس سلباً على حياته وعائلته.