خاص/ اليوم الإخباري
لا زال سكان قطاع غزة يعانون من التبعات السيئة للعدوان الأخير التي شنه الاحتلال الاسرائيلي في مايو من العام 2021، حيث هناك العديد من الأسر تعرضت منازلهم للهدم الكلي أو الجزئي نتيجة القصف العنيف والمدمّر ولا زالوا يعانون التشتت الكبير والتفرّق خارج بيتهم بعد ما كانوا آمنين فيها.
لا ينتهي العدوان بوقف اطلاق النار بين الطرفين، ولا ينتهي عند الاتفاق على هدنةٍ كانت أم تهدئة، بل لا وجود لمعنى انتهاء العدوان طالما أن هناك آلاف المواطنين يعانون من التشرد خارج بيوتهم المدمرة، حيث أن الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة تعمّد باستهداف سلسلة متكاملة من المنازل المتراصّة بجانب بعضها البعض كما حدث في منطقة الشيخ زايد شمال قطاع غزة، وكما حدث في شارع الوحدة الذي أصبح أكوام من الرماد بعدما كانت تُزيّنه المحالات والبيوت الجميلة كونه يقع وسط مدينة غزة.
الأكثر خطورة والأشد قساوة على أولئك الذي تشردوا من بيوتهم هو أن عملية اعادة الاعمار التي تتكفل بإعادة بناء منازلهم، تسير بشكل بطيء، حيث أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد في تعطيل هذا الملف رغم محاولات الدول العربية الشقيقة من تقديم ضمانات لاستمرارية سير هذا الملف وتعويض المواطنين عما فقدوا.
وقبل بضعة أيام أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأنها ستحول دفعات مالية مقدمة لـ (96) عائلة جديدة ممن تضررت منازلها بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مايو الماضي 2021 حتى تمكنهم من البدء بإعادة إعمار منازلهم المدمرة.
حيث قامت بتحويل دفعات مالية بلغت قيمتها (4.9) مليون دولار لنحو 264 عائلة من العائلات التي تضررت منازلها كلياً، في إطار استمرار جهودها لإعادة إعمار المنازل المهدمة كليا، مؤكدة على أنها مستمرة بتقديم دفعات مالية لإعادة الإعمار في حال جهوزية أصحاب المنازل المهدمة كليا للبدء بإعادة البناء حال الحصول على التراخيص اللازمة.
ولا يتوقف الدعم على توفير مبالغ لإعادة البناء، بل يصل الى توفير بدل ايجار لأصحاب تلك البيوت المتضررة، حيث تعمل "أونروا" على دفع دفعة من بدل الإيجار للفترة من مايو حتى أغسطس 2022 لما يقارب 633 من العائلات التي تضررت منازلها كلياً ونزحت منها خلال العدوان على غزة مايو 2021.
منازل ومرافق مدمرة
وخلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عام 2021 الذي استمر 11 يوماً ، فقد تعرضت 1447 وحدة سكنية للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي الهمجي وفق احصائية حكومية، إلى جانب 13 ألفا أخرى تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم الجيش الإسرائيلي بشكل كلي 205 منازل وشقق وأبراج سكنية، ومقرات 33 مؤسسة إعلامية فضلا عن أضرار بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى، الى جانب 75 مقراً حكومياً ومنشأة عامة تعرضت للقصف الإسرائيلي، تنوعت ما بين مرافق خدماتية ومقار أمنية وشرطية.
كما تضررت 68 مدرسة، ومرفقا صحيا، وعيادة رعاية أولية، بشكل بليغ وجزئي بفعل القصف الشديد في محيطها، بينما تضررت 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية وحمامات زراعية وآبار وشبكات ري.
والى الآن لا زال الشعب الفلسطيني يعاني من المآسي التي تسبّبتها الحرب الاسرائيلية على غزة وتبعاتها السيئة التي أثرت على الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي بات أكثر صعوبة سيما في ظل استمرار الحصار الموجود منذ نحو 16 عاماً والى الآن لا زال الاحتلال يضغط ويخنق في القطاع حتى الموت!