أفاد مسؤولون أمنيون وسياسيون إسرائيليون، بأنهم تلقوا بلاغًا من شركة "إنرجيان"، التي تشغل منصة استخراج الغاز في حقل "كاريش"، مفاده أنه لا يمكن البدء باستخراج الغاز خلال شهر أيلول/سبتمبر الحالي، كما كان مقررًا.
وقالت الشركة، وفق تصريحات المسؤولين، إن استخراج الغاز سيبدأ في منتصف أو نهاية تشرين أول/ أكتوبر المقبل، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الخميس.
ومن شأن هذا الإعلان أن يبدد التوتر الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة في أعقاب إعلان إسرائيل عن بدء استخراج الغاز من حقل "كاريش" حتى بدون اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية.
وصرح أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في وقت سابق، بأن إسرائيل لا يمكنها ذلك بغياب اتفاق كهذا مثلما لا يمكن للبنان الاستفادة من موارد كهذه.
وتوقعت جهات أمنية وسياسية إسرائيلية، إمكانية تأجيل بدء استخراج الغاز من هذا الحقل على خلفية التوتر الأمني حول ذلك، وإطلاق حزب الله 3 طائرات مسيرة غير مفخخة باتجاه منصة "كاريش"، قبل أشهر قليلة.
وعبرت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، عن معارضتها، وقالت لإذاعة 103FM : "لدينا مصلحة كبيرة بأن يتم استخراج الغاز بأسرع ما يمكن".
وأضافت الحرار: "المنصة وصلت في تموز/ يوليو، ومنذئذ جرت أعمال توصيل الأنابيب، وهو أمر يصطدم بشكل طبيعي بخلل ميداني وهذا سبب التأخير (باستخراج الغاز) ولا توجد أي علاقة لذلك بالمفاوضات".
وتابعت أن "الاقتصاد الإسرائيلي بانتظار هذا الغاز، إضافة إلى التزاماتنا الدولية تجاه دول أخرى".
وفيما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحديد البحرية، قالت إن "الحقيقة هي أن المداولات ما زالت جارية. ولو تم التوصل لاتفاق لتقدمنا بالتأكيد. لا توجد تفاهمات".
ويتوقع عودة الوسيط الأميركي في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكستين، إلى المنطقة، اليوم.
وقالت "معاريف" نقلاً عن مصادر مقربة من هذه المفاوضات، إن "الخلافات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية "صغيرة جدا" وأنه لا يوجد سبب لعدم التوصل إلى اتفاق قريبا".
وذكر موقع "واينت" الإلكتروني أن هوكستين سيصل إلى إسرائيل، اليوم، حاملا "مقترح وسيط".
وأفادت تقديرات إسرائيلية، بأن المقترح عبارة عن تسوية بين الاقتراحين اللبناني والإسرائيلي، لكن لا يتوقع التوصل إلى اتفاق ترسيم حدود في الأيام القريبة.
ويصل هوكستين إلى إسرائيل قادما من فرنسا، حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون ومسؤولين في شركة الطاقة الفرنسية "توتال"، التي ستنفذ عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها.
واعتبر مسؤولون إسرائيليون زيارة هوكستين للمنطقة التي يبدأها من إسرائيل، "بالغة الأهمية وحاسمة" بكل ما يتعلق بحل الخلاف حول الحدود البحرية والتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان ومنع تصعيد عسكري، وفق موقع "واللا الإخباري" الإلكتروني عنهم.
وأوضح مسؤول إسرائيلي، أن هوكستين سيبحث في حلول للقضايا التي ما زالت محل خلاف بين لبنان وإسرائيل.
وأفادت لـ "واللا"، بأن الخلاف بين الجانبين هو حول منطقة تصل مساحتها إلى عدة مئات من الكيلومترات المربعة في شرقي البحر المتوسط وتتواجد فيها مخزونات محتملة من الغاز الطبيعي التي تحقق أرباحا يمكن أن تبلغ مليارات الدولارات.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى "أننا نريد ضمان ألا يتغير القسم في الحدود البحرية القريب من الشاطئ، وأن تحصل إسرائيل على حقوقها الاقتصادية في حقل الغاز المحتمل في المنطقة المختلف حولها"
ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستوى تأهب قواته في المنطقة الشمالية بادعاء احتمال حدوث تصعيد أمني في أعقاب "تهديدات نصر الله المتكررة"
وذكرت الصحيفة، أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، رفع حالة استنفار القوات، وحشد قوات وتحديث "بنك الأهداف" في لبنان التي يمكن أن يستهدفها وقال إن الجيش الإسرائيلي "جاهز للتعامل مع أي سيناريو"
لكن بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن لا مصلحة لحزب الله بتصعيد عسكري مقابل إسرائيل. ورغم ذلك، فإن ضباطا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يقولون إنه يصعب معرفة كيف سيتصرف حزب الله في حال بدأ استخراج الغاز من حقل "كاريش" من دون التوصل إلى اتفاق ترسيم حدود