خاص / اليوم الاخباري
لم تتوقف الشرطة الاسرائيلية في تقديم الحماية للمستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك كل يوم أمام أعين الفلسطينيين الذين يواجهون التضييق والمنع من أداء الصلوات في المسجد الأقصى المبارك، وتأتي تلك الاقتحامات اليومية كنوع من استفزاز الفلسطينيين ومحاولة اثارة القلق والمواجهات بين المستوطنين الذين لا مأوى لهم وبين الفلسطينيين أصحاب الأرض والمقدسات.
وتتزامن هتافات الفلسطينيين المتمثلة في التكبير " الله أكبر" بمجرد اقتحام المستوطنين لباحات المستجد الأقصى حيث يواجهون المستوطنين بالهتافات التي تُقلقهم دون الاعتداء عليهم نظراً لوجود شرطة الاحتلال في حمايتهم، في المقابل يوجه الفلسطينيون أشد أنواع التضييق من قِبل الاحتلال الاسرائيلي عن أدائهم الصلوات داخل المسجد الأقصى وفي باحاته بإطلاق قنابل الغاز عليهم أثناء الصلاة الأمر الذي يدفع الفلسطينيون بمواجهتهم بالحجارة.
ويتفنن المستوطنين والحاخامات اليهود في انتاج أساليب استفزازية تستهدف عقدية المسلمين ولإظهار أحقيتهم في الهيكل المزعوم، حيث قدّم محامي المؤسس الحاخامية، أفيعاد فيسولي، التماس للمحكمة للمطالبة بنفخ البوق داخل الأقصى بمرافقة وحماية أمنية، مستندا إلى أحكام قضائية إسرائيلية سابقة صنفت طقس نفخ البوق بالأقصى في خانة الأعمال غير المستفزة.
وتأتي أعياد اليهود في يومي 26-27 من شهر أغسطس، ومن ثم عيد "الغفران" الموافق 5 -6 تشرين أول/أكتوبر المقبل، انتهاءً في "عيد العرش" الذي يبدأ بتاريخ 10 -17 أكتوبر.
وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، إغلاقا شاملا على الضفة الغربية المحتلة ومعابر قطاع غزة المحاصر، وذلك من عصر الأحد الماضي وحتى منتصف ليلة الثلاثاء وذلك بسبب الأعياد اليهودية معلناً سماحه في تلك الفترات فقط للحالات الإنسانية التي تحصل على موافقة مسبقة من مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الحصول على التصاريح اللازمة.
ولأن الاحتلال ومستوطنيه على يقين بأن ما يفعلوه هو غير منطقي وغير مشروع، يعزز جيش الاحتلال قواته عند جدار الفصل العنصري وفي مناطق مختلفة بالضفة والقدس المحتلتين، بسبب عطلة الأعياد اليهودية خوفاً من الهجمات والعلميات المسلحة التي تزايدت في الآونة الأخيرة بفعل استفزازات المستوطنين، وذلك لأنهم يمارسون طقوساً في أماكن مقدسة ليس لهم الحق فيها وإنما يمارسون طقوسهم باعتدائهم على المسلمين ومقدساتهم وأرضهم وعرضهم.
كما يركز جيش الاحتلال نشاطه وانتشاره على الطرق والمستوطنات في الضفة، وفي منطقة خط التماس خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي تشتعل فيه المواجهات في مخيم جنين بسبب اعتداء الاحتلال عليه وتنفيذه لمجموعة من الاعتقالات بحق فلسطينيين، هذه المواجهات من الممكن أ تشعل فتيل انتفاضة جديدة في الضفة الغربية بمخيماتها وقراها.
وعلى ضوء ذلك، أطلق نشطاء وشخصيات فلسطينية العديد من الدعوات للحشد والرباط في المسجد الأقصى والتصدي لمحاولات المستوطنين فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، في الوقت الذي تنذر فيه سلسلة الاعتداءات بحقه بتصاعد حدة المواجهة.
يجب التأكيد على أن ما يقوم به الفلسطينيون في كافة أراضي فلسطين من شمالها الى جنوبها من شرقها الى غربها ليس هو أكثر من دفعٍ عن حقهم في أرضهم، حق تقرير المصير وحق عودتهم الى أراضيهم المحتلة، وحق حرية التنقل في كافة فلسطين بعيداً عن هذا الاحتلال السام الذي يحاول حماية المستوطنين وتشريع استفزازاتهم أمام أعين الفلسطينيين يستحق أن يُقابل الدفاع والصد لكل محاولات المستوطنين في ممارسة طقوسهم التوراتية على حساب الفلسطينيين.