خاص/ اليوم الاخباري
لا يقتصر دور الاحتلال الاسرائيلي على حصار حركة حماس داخل قطاع غزة فحسب، ولا يقتصر على شن العمليات العسكرية ضد حركات المقاومة الموجودة داخل القطاع، بل تحاول سلطات الاحتلال بكافة أجهزتها الاستخباراتية وبكل ما أوتيت من قوة، ملاحقة أعضاء حركة حماس في الخارج أيضاً ضمن الحرب السرية التي تنتهجها.
جهاز الموساد الاسرائيلي منتشر في كافة دول العالم، يعتمد على أشخاص مدنين مدربين تدريب عسكري استخباراتي كبير جداً، يدخلوا أي دولة يرغبون بها وفق امتيازات يتم منحهم اياها على أنهم مقيمين، أو يتم تجنيدهم من داخل الدولة نفسها، وغالبا ما يكونوا مجموعة لتنفيذ عمليات سريّة منها اغتيال بعض أشخاص يشكلون خطراً كبيراً على الاحتلال بسبب عقولهم التي تستثمر فيها حركة حماس.
وقبل أيام، أعلنت السلطات الماليزية عن إنقاذ مواطن فلسطيني من سكان قطاع غزة اختطفه جهاز الموساد الإسرائيلي في ماليزيا، حيث فككت المخابرات الماليزية خلية تعمل لصالح الموساد داخل بلادهم، تمكنت من اختطاف خبير فلسطيني في تكنلوجيا المعلومات وسط العاصمة كوالالمبور في 28 سبتمبر/أيلول الماضي.
فبعد عملية تعقّب الناشط الفلسطيني، قام 4 أشخاص من جهاز الموساد الاسرائيلي باختطافه قرب مركز تجاري في العاصمة، حيث كان هو وصديق فلسطيني آخر معه، الأمر الذي دفع الأخير بالفرار واحتجاز صديقه في شاليه خاص، حيث خضع خلال احتجازه الى تحقيق عبر الفيديو مع جهاز الموساد في تل أبيب، والذي لم يدُم طويلاً بسبب افساد السلطات الماليزية مخططهم وتحريره واعتقال الخليّة.
ووجهت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، شكرها للسلطات الماليزية على إنقاذ الرجل الفلسطيني، ونددت بخطف الموساد، وأكدت على أن هذه العملية كشفت عن أنشطة أعضاء الموساد العاملين في الخارج وشبكتهم الأكبر.
ويركز الاحتلال الاسرائيلي على النشطاء الذين يتبعون ويؤيدون حركة حماس في الخارج ويبقى في حالة تتبع كبيرة لهم تحديداً من يعمل في مجالات تساهم في تطوير مقدرات الحركة والاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير القدرات العسكرية داخل القطاع، الأمر الذي يدفعهم بكل قوة نحو مراقبة كل من يرتبط بحماس.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى في ماليزيا، حيث اغتال الموساد، المهندس فادي محمد البطش وهو مهندس كهرباء من مواليد غزة وعضو في حماس، كان قد قتل برصاص اثنين من راكبي الدراجات النارية أثناء سيره لأداء صلاة الفجر في كوالالمبور في عام 2018، في عملية قتل نُسبت على نطاق واسع إلى الاحتلال معترفاً بها.
حركة حماس تحاول أن تضرب الاحتلال في مقتل من خلال حرب العقول، حيث تستثمر بشكل كبير في عقول أبناءها وعناصرها من أجل تطوير قدراتهم العسكرية الداخلية والخارجية، هذا ما اوصل الحركة الى ما هي عليه الآن، حيث لديها المهندسين والفنيين والتقنيين وفي كافة المجالات وتطوّر أعمالها من خلال ارسالهم في بعثات خارجية، هذا الأمر ليس بالجديد على الاحتلال ولا يمكن ايقافه باعتقال واحد أو مئة أو ألف، فالعديد من نشطائهم قادرين على تطوير انفسهم من أجل مجابهة الاحتلال ومواجهة تكنولوجيته.