خاص/ اليوم الاخباري
لم يكترث الشباب في غزة من محاولتهم للخروج من قطاع غزة بالطرق غير المشروعة وغير الآمنة، ولم يخافوا من المواقف التي تعرّض ولا زال يتعرّض اليها كل شابٍ يُقدم على الهجرة من غزة عبر البحر التي تؤدي حتماً الى الموت، حيث لم تشكل حالات الوفيات من المهاجرين من قطاع غزة الى القارة الأوروبية رادعاً كبيراً لكل من يفكر في هذا الطريق بل يُقدِموا على فعلتهم ويقرروا مغادرة القطاع بل مغادرة الحياة.
وشهدت الأعوام السابقة عددًا من حوادث الوفيات للاجئين فلسطينيين من غزة أثناء سعيهم للوصول إلى القارة الأوروبية، آملين العيش في حياةٍ أفضل مما كانوا يعيشوها، بعيدًا عن واقع قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا منذ 16 عامًا.
حيث وقبل أيام توفي شابان وفُقد ثالث من سكان قطاع غزة، في حادث غرق قرب جزيرة "كوس" في اليونان، بعد اقدامهم على الهجرة لمغادرة القطاع المحاصر، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن الشابين خالد حافظ عطا شراب، ومصطفى خالد مصطفى السماري توفيا غرقاً أثناء محاولتهما الوصول إلى اليونان، كما أن الشاب صخر الأسطل لا يزال مفقودًا، ولا توجد أي معلومات عن تسجيله في الأراضي اليونانية.
ومساء أمس الأحد، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، العثورعلى 4 أشخاص في حادث غرق مركب قبالة السواحل التونسية، وهم، آدم محمد شعث ، ويونس حيدر عجية الشاعر، ومقبل مجدي مقبل عتيم، ومحمد محجوب عبد الله يحمل السورية، فيما لا يزال أخرين مفقودين.
إن ما يقوم به شباب غزة رغم معرفتهم الكافية عن الاخطار التي ستواجههم الا أنهم يصرّوا على خوض غمار التجربة علّها تنقذهم من وحل البطالة والفقر الذي يعيشونه في غزة، يغامروا في أنفسهم رغم درايتهم بأن الموت هو جزء من المخاطرة الموجودة في هذه الرحلة ومن الممكن أن تكون النهاية ليست سارّة كما يرجون.
ودائماً توجه وزارة الخارجية الفلسطينية وجميع الجهات المعنية تحذيراتها من مخاطر الاقدام على الهجرة، وتدعو الى الابتعاد عن طرق الهجرة غير الشرعية والامتناع عن الوقوع في مصيدة مهربي البحار وتجار البشر، الذين يبتزون المواطنين ويعرضون حياتهم للخطر.
الغريب أن الشاب الغزّي عندما يقرر الهجرة من غزة الى الدول الأوروبية، يقوم بالاستدانة من أقاربه أو اصدقائه للخروج من القطاع، ليزيد عليه الديون الكبيرة ويكلّف نفسه بما لا يتحمله، لكن يُصر على الاستمرار في خوض غمار التجربة التي برمّتها تكون محفوفة بالمخاطر.
شاهد أيضًا: بالفيديو.. "أم إبراهيم" تروي قصة ما حدث مع ابنها المفقود في الهجرة منذ عامين !
الدافع الأساسي الذي يدفع الشباب للهجرة هي لقمة العيش التي يحلم فيها ولم يجدها في وطنه المسلوب، كذلك كل شاب وجد نفسه يكبر كل يومٍ دون تحقيق أي انجاز في حياته ، وكل مهاجر وجد في نفسه طاقة بدأت تتلاشى مع مرور الوقت بسبب تفكيره الذي سلب طاقته، كلها أسباب تدفعهم بقوة لمغادرة القطاع حيث العمر يمضي قدماً وزهرة شبابهم تذبل أمام عينيهم دون السيطرة عليها لتبقى منيرة حيث وجدوا طريق الهجرة السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة التي من الممكن أن تحقق لهم مبتغاهم في عيش الحياة الكريمة التي نسمع عنها ولا نراها.
نتمنى دائماً وقوف الحكومة في غزة بكل حزم وقوّة في محاولة منع هؤلاء الشباب من الخروج بهدف الهجرة بل وتقدم لهم الوعي الكافي حول مخاطر الهجرة، ويجب توفير فرص العمل لأكبر قدر ممكن من الشباب الذين يبحثن عن فرص عمل لهم لتكوين أنفسهم والخروج من الأزمات.