غزة آمنة في ظل الهدوء السائد

غزة آمنة في ظل الهدوء السائد

2022/12/05 الساعة 01:56 م
غزة آمنة في ظل الهدوء السائد

خاص/ اليوم الاخباري

تشهد الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية أحداث ساخنة ومواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي بين قواته والمواطنين الفلسطينيين، حيث خلال أيام استشهد ما يقرب الـ 10 مواطنين من محافظات ومدن مختلفة في الضفة الغربية بسبب المواجهات المستمرة والتي تنشأ نتيجة صد الفلسطينيين لعلميات الاستيطان وأي أعمال عنف يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

في المقابل، يشهد قطاع غزة حالة كبيرة من الهدوء والاستقرار الأمني منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث تلتزم كل من حركات المقاومة في غزة بالاتفاق على وقف اطلاق النار الذي وقعته مع الدول الوسطاء، وكذلك الاحتلال الاسرائيلي الذي أيضاً يلتزم في تقديم التسهيلات وفتح المعابر التي يسيطر عليها والمحاذية للقطاع.

تلك الأجواء التي يخيّم عليها الهدوء هي التي يتمناها المواطن في غزة، بل ويستعى دائماً للحفاظ عليها بعيداً عن الحروب والأعمال العسكرية التي من شأنها اشعال المنطقة، بل ويتمنى دائماً من الحكومة في غزة عدم الرد على الأحداث التي تحدث في الضفة الغريبة سيما في ظل اعمال الاعمار التي لم تكتمل منذ الحروب الأخيرة ضد غزة، كما عدم مقدرة المواطنين على تحمّل الوضع الاقتصادي الصعب.

ومع الالتزام الواضح بالهدوء من قيادات حركة حماس التي تحكم قطاع غزة، يلتزم الاحتلال الاسرائيلي أيضاً في تقديم التسهيلات التي تخفف عن المواطنين وتساعدهم في تحسين ظروفهم المعيشية التي يعيشونها، فالمعابر التي تحد القطاع المحاصر هي المنفس الوحيد لاستيراد المساعدات والبضائع التي يحتاجها قطاع غزة فضلاً عن مساحات الصيد التي تزيد كلما حلّ الهدوء واستقرت الأجواء.

ويترتب على الهدوء ايضاً زيادة أعداد تصاريح العمال الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة الويلات والظلمات بسبب انعدام فرص العمل، وإن وُجدت تكون بأجور متدنية لا ترقى لإعالة أسرة كاملة، وعندما يتحصّل العامل الغزة على تصريح عمل يمكنه من الدخول الى أراضينا المحتلة التي تقع في أيدي الاحتلال الاسرائيلي للعمل هناك، يشعر العامل بالسعادة التامة بسبب الانفراجة المادية التي تنتظره نتيجة عمله في الداخل المحتل.

لا يمكن وصف مدى استقرار مناحي الحياة كاملة في غزة نتيجة استمرار الهدوء والاستقرار الأمني، حيث تسير الحياة بكل مرونة وسهولة طالما أن الاحتلال الاسرائيلي لا يُغلق المعابر وأن المواطنون قادرين على المرور عبر معبر "ايرز" للعمل في الداخل لتحسين ظروفهم المعيشية التي عانوا منها طيلة حياتهم.

الى جانب ذلك، يعيش قطاع غزة في هذه الأيام أجواء الحماسة التي تنبعث من قطر الشقيقة التي تُنظم كأس العالم لعام 2022 من خلال استضافتها لكافة المنتخبات المشاركة وجماهيرها المشجعة، حيث لم يتمكن المواطنون من السفر بسبب صعوبة الوضع المادي وعدم المقدرة على تكاليف السفر وصعوبة حركة المعابر، فيضطر المواطن من مشاهدة هذه الأجواء عبر شاشة التلفاز أو القاعات المخصصة لذلك.

في عام 2014 كان العام يحتفل بمشاهدة كأس العالم ونحن في غزة نعيش الرعب نتيجة العدوان الاسرائيلي علينا في ذلك العام، كذلك في عام 2018 شهد القطاع حملة عسكرية تزامنت مع كأس العالم 2018، لكن هذه المرة الجميع مستمتع في مشاهدة مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022 بسبب حالة الهدوء والاستقرار التي تعم البلاد متمنين أن تستمر هذه الحالة من الفرح والمتعة بعيداً عن الحروب والتصعيدات التي تُلحق الخسائر في البشر والحجر.