"حاويات القمامة" الخطر الذي يُحيط بحياة أطفال غزة

"حاويات القمامة" الخطر الذي يُحيط بحياة أطفال غزة

2022/12/13 الساعة 02:02 م
"حاويات القمامة" الخطر الذي يُحيط بحياة أطفال غزة

خاص/ اليوم الاخباري

من المشاهد التي تثير استفزاز الإنسان السويّ حينما تمر في أحد الطرقات في قطاع غزة، وتجد أحد الأطفال الصغار يعبث في حاويات القمامة ويفتّش عن الطعام الفائض من وراء المطاعم وغيرها من الأماكن المخصصة بالطعام والشراب، مشهدٌ تقشعر له الأبدان ليترك في القلب غصّة كبيرة على هذه الأوضاع الصعبة التي تدفع هؤلاء الأطفال لمثل هذه الأفعال.

لا يوجد أصعب من رؤية الجوع على جباه الأطفال، كونك انسان، لا يمكن لك أن تتحمل هذه المشاهد التي تُدمي القلوب وتترك فينا حسرة كبيرة، رغم وجود فاعلي الخير بكثرة في غزة وخارجها الا أن هذه المشاهد لا تغيب غزة بل ويصل الحال الى أصعب من ذلك، حيث عزّة النفس التي يتمتع بها المواطن في غزة كبيرة تُجبره لأن يبحث عن الطعام في حاويات القمامة أفضل من أن يمدّ يده لطلبه من الغير.

لعل ما يميّز قطاع غزة هو وفرة الطعام من خضروات وفواكه ولحوم، حيث تتوفر مثل هذه الأصناف بكافة أنواعها وأشكالها وحسب جدوتها تكون أسعارها، لكن المقدرة على شراء كافة الأصناف تكون بنسب متفاوتة بين عائلةٍ وأخرى، هناك من يكون قادر على شراء اللحوم، وأخرون يكتفون بشراء الخضروات والفواكه، وغيرهم يكتفون بشراء الخضروات فقط، لكن جميعهم يجتمعون في أن الشراء يكون في كمية قليلة على قدر حاجتهم دون زيادة، حيث ورغم وفرة الأنصاف الا أن الدخل الذي يتحصّل عليه الفرد لا يكفي لشراء كافة الأصناف.

رغم ارتفاع نسبة البطالة التي تتجاوز ال 50% يؤدي ذلك على زيادة نسبة الفقر بين المواطنين في غزة، حيث من الطبيعي في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي وقلة فرص العمل المتاحة وصعبة الوضع المعيشي للمواطنين كلها تؤدي الى زيادة نسبة الفقر الذي يعاني منه الكثير من سكان القطاع، كل ذلك يستدعي حكومة حركة حماس التي تدير قطاع غزة الى التدخل العاجل في التخفيف من حدّة هذه الازمات وتقليل نسبة الفقر ومحاولة توفير فرص العمل للعائلات المعدومة.

الأطفال الذين يبحثون عن الطعام في حاويات القمامة هم بالأصل يتبعون لعائلات وهذه العائلات أحياناً يكون والدهم متوفي، أو أنه غير قادر على العمل لظروفٍ صحية، يجب على الحكومة البحث عن عائلات هؤلاء الأطفال من أجل توفير دخل لهم ومساعدات اجتماعية تمكنهم من الاستغناء عن الطرق الغير صحية في البحث عن الطعام، لذا الأصل أن تتوالى أمرهم الحكومة لأنها المسؤولة الأولى عن هذه الظاهرة السلبية التي تعكس ثقافة المجتمع ورقيه.

وتعد مستويات البطالة في غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022 إلى 46.6% بالمقارنة مع المتوسط الذي كان يبلغ 34.8% في عام 2006. ووصل معدل البطالة بين الشباب (15-29 عاما) إلى 62.5% خلال الفترة ذاتها.

يجب على الحكومة ايجاد حلول بديلة وبدائل واسعة وخيارات تضمن استمرار عيش مواطني غزة في مأمن بعيداً عن الفقر المدقع، بل ويجب قبل توفير المساعدات اللازمة للقطاع، أن توفر فرص عمل لأكبر قدر ممكن من العمال الخريجين العاطلين عن العمل من أجل تخفيف المعاناة ومنعهم من الاقدار على ارتكاب الجرائم بحق أنفسهم قبل غيرهم.