هل قادرة حكومة غزة تجاوز أزمة "غرق الشوارع" هذا الشتاء؟

هل قادرة حكومة غزة تجاوز أزمة "غرق الشوارع" هذا الشتاء؟

2022/12/15 الساعة 10:50 ص
هل قادرة حكومة غزة تجاوز أزمة "غرق الشوارع" هذا الشتاء؟

خاص/ اليوم الاخباري

تتعاقب الفصول الأربعة على قطاع غزة المحاصر في العام الواحد على أمل أن تتعاقب الظروف المعيشية لتصبح الى الأفضل والأيسر على المواطنين، حيث يعيش القطاع حصاراً خانقاً منذ ما يزيد عن عاماً المفروض من قبل الاحتلال الاسرائيلي والذي يتحكم في برّنا وبحرنا وجوّنا، الأمر الذي يزيد العبء الكبير علينا.

ومن الضغوطات التي تواجه المواطنين في غزة عندما يحلُّ فصل الشتاء على غزة وتأتي أمطار الخير معه، الجميع يحب فصل الشتاء نظراً للأجواء التي يصنعونها لتخفيف الضغوطات عليهم، ويحاولون قدر المستطاع الاستمتاع بهذا الفصل المميز ببركته التي تعم على البلاد، لكن ما يفاجئنا أن الأمطار التي تعم علينا تؤدي الى غرق الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية، وما يزيد الصدمة حينما تذكر أن بلديات غزة أعلنت منذ بدء فصل الشتاء أنها مستعدة لفصل الشتاء وأنها على أتم الاستعداد والجهوزية لمنع أي عمليات اغلاق للطرق.

لا يمكن أن يأتي المطر على غزة دون أن تشاهد "الحسكات" في شوارع غزة، (والحسكة) هي أشبه بالسفينة الصغيرة يستخدمها المواطنون للدخول الى البحر والركوب على أمواجه، حيث تستخدم في غزة هذه الحسكات على اليابس حينما تغمره المياه وتصبح الشوارع والحارات أشبه بالوديان.

ويلحق الضرر الكبيرة بالموطنين نتيجة غرق الطرقات، حيث تؤثر تلك المياه التي تغمر الطرقات على طلبة المدارس الصغار الذين يحفّهم الخطر نتيجة الخوف من سقوطهم في احدى الحفر الامتصاصية او الغرق في هذه المياه، الى جانب اغلاق العديد من الطرقات التي تسبب الازدحام الكبير في عدة مناطق، كذلك تعطل الكثير من المواطنين عن العمل خصوصاً من يعتمد في عمله على العربات المتجولة في الشوارع والأسواق، فضلاً عن دخول المياه الى بيوت المواطنين واحداث الغرق والتلف في الأثاث والخسائر الكبيرة في بعض المناطق المنخفضة.

الذي يتحمل مسؤولية غرق الطرقات والشوارع التي يسلكها السكان هي الحكومة التي تُدير القطاع، المسؤولية الأساسية تقع عليهم في عدم متابعهم لعمل البلديات ورؤسائها وخطط عملها السنوية والمشاريع التي يحصلون عليها، كل هذه الأسباب ناتجة عن الاهمام في المراقبة والمتابعة الحكومية على المؤسسات المختصة، المطلوب هو ايجاد حل سريع وعاجل قبل فوات الأوان وسماع أحدث غرق الأطفال وكبار السن حينما تغرق تلك الشوارع.

المشكلة تكمن ليس في غرق الشوارع الفرعية فحسب، بل تتجاوزها لأن تصل الى الشوارع الرئيسية ومفترقات الطرق التي من المفترض أن تكون مجهزة بأفضل الطرق والأدوات التي تمنع حدوث الغرق في الطرق العام والمفترقات، يجب اعادة هيكلة كاملة للبنية التحتية في غزة، ويجب الاهتمام في متابعة عمليات الصيانة التي تقوم عليها الجهات المختصة والبلديات، كما يجب أن يتم فرض اجراءات عقابية على كل من يتخلف عن تحمل المسؤولية وكل من يُخطئ.

نتمنى على الجميع من ذوو أصحاب الاختصاص أن يجتهدوا في حل هذه الأزمة لأن قطاعنا المحاصر لديه فائض من الأزمات وغير قادر على تحمل أي شيء جديد، بالتالي يجب على الجميع العمل من أجل انهاء هذه المشكلة التي تضر بالوطن والمواطن من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين ومحاولة تحسين الظروف المعيشية.