خاص/ اليوم الاخباري
يعاني قطاع غزة من البنية التحتية للشوارع والطرقات التي يسير عليها المواطنين، ويعاني السكان من الغرق الكبير مع حلول الأمطار في فصل الشتاء، حيث في بداية فصل الشتاء غرقت الشوارع مع نزول أولى قطرات الغيث والتي استمرت لساعةٍ واحدة فقط، وقبل أيام ضرب منخفض جوي جديد أجواء القطاع ما أدى لغرق الطرقات والشوارع وعطّل حركة السير.
على اثر ذلك وحفاظاً على أرواح المواطنين، أعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن اجازة رسمية لجميع الطلاب في المدارس بسبب الأجواء والمنخفض الجوي الذي ضرب البلاد، كذلك أعلنت الجامعات الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم ع اجازة رسمية حتى لا يتعرض الطلبة الى أي ضرر بسبب ما يعلمونه من سوء في البنية التحتية لغزة.
المشكلة أن المسؤولين في كل مرة يقفون مكتوفي الأيدي لما يحصل من كوارث وغرق منازل ومحالات تجارية واتلاف للعديد من الأثاث والبضائع التي تتضرر بفعل الأمطار في غزة، حيث لا تتم أعمال صيانة بشكلٍ دوري في هذا المجال وتشعر وكأن الميزانية تعجز عندما يقررون العمل واصلاح البنى التحتية للعديد من الطرقات.
حياة المواطنين ليست بالرخيصة ولا هي عبئ على أحد من القيادات التي تُدير القطاع، الحكومات في الدول الراقية تحاول ألا يشعر المواطن بنقص، وتوفر له كافة سُبُل الراحة والطمأنينة من أجل اشعاره بالأمن والأمان، لكن هذا لا يتم في بلادي بسبب ظروف الاحتلال الاسرائيلي وبسبب عدم اهتمام الحكومة بالمواطنين وعدم توفر الامكانيات للحكومة من أجل توفير الراحة للمواطن.
لا يمكن اغفال أن السبب الرئيسي في دمار البنية التحتية في غزة هو توالي الحروب التي تشنها سلطات الاحتلال الاسرائيلي والتي تستهدف الطرقات بشكل مباشر لإخضاع حركة حماس وجعلها تتحمل أعباء اصلاح ما يتم تدميره من أجل ارهاق كاهلها واحداق الخسائر الكبيرة.
نعيش اليوم حالة من الاكتئاب الشديد عندما نشاهد مثل هذه الأوضاع، ينتابنا شعور كبير بالحسرة على الوضع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني المناضل الذي لا ينتمي الى أي تنظيم وفصيل من الفصائل الفلسطينية، حينما تجد أن كل تنظيم يتغنّى بقياداته وانجازاته دون الانتباه لعموم الشعب الذي يعيش تحت سيطرتهم، لابد من تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدى مؤيدي التنظيمات الفلسطينية وتوطيد هذا المعنى في عقيدتهم من أجل التغلب على كل الافتراءات والانقسامات التي تعمّق الجرح في نفسونا.
ليس من المنطق ونحن في أولى أيام فصل الشتاء أن تغرق الشوارع مع كل عملية هطول للأمطار، وليست من المنطق أيضاً أن لا يتم اتخاذ اجراءات واضحة وفعلية من أجل اصلاح الخلل الموجود والذي يتسبب في اغلاق البلد، والمشكلة الأكبر بأن حالة الغرق تكون على مستوى محافظات قطاع غزة كاملةً وهذا يعني أن البلديات غير آبهة بما يحدث ولا تُبالي بما يمكن أن ينعكس من ضرر على المواطنين.
كمية الدعم الذي يصل الى قطاع غزة بإمكانه اصلاح كل الطرقات التي تعاني من المشاكل في بنيتها التحتية، خصوصاً وعلى الأقل المفترقات والطرقات الرئيسية التي يجب أن يتم تخصيص جزء من هذا الدعم لها، لكن الغريب أن هذا الدعم لا يتم تخصيصه في انجاز كل المشاكل في شبكات الصرف الصحي وغير معنيين في اصلاحها بشكل دائم!
نتمنى أن تقف الحكومات الخارجية الداعمة لقطاع غزة ولسكانه الذين يعانون من الغرق الدائم، من أجل الاشراف بوفود خاصة على عمليات الاعمار واصلاح البنية التحتية لغزة للوصول الى الحل الأمثل الذي يحقق الانجاز الذي ينتظره المواطنين.