خاص/ اليوم الاخباري
يشهد قطاع غزة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع أهمها الخضروات والخبر (القمح) والفاكهة والدجاج واللحوم وغاز الطهي والزيوت بكافة أنواعها كذلك البقوليات، كلها كانت بأسعار في متناول الجميع بما تراعي مستويات الدخل لكافة طبقات المجتمع، اليوم لم يعد يشتري تلك الاحتياجات الا أصحاب الدخل المرتفع، والمواطن البسيط لا يمكنه ذلك.
ويفرض الاحتلال الاسرائيلي منذ تولي "حماس" زمام الحكم في غزة في منتصف عام 2007، حصارا مشددا، تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية للغالبية من بين أكثر مليوني فلسطيني، الأمر الذي فاقم الأزمات وزاد من أعداد البطالة في فلسطين عموماً وغزة على وجه الخصوص، ولا زال الاحتلال يوافق على المزيد من تصاريح العمال من أجل تقديم تسهيلات لسكان القطاع من حال انتظم الهدوء وحفاظاً على استقرار المنطقة.
ولم يقتصر الغلاء على الاحتياجات الأساسية للمواطنين بل وصل الى ارتفاع أسعار المحروقات وشح ملحوظ في غاز الطهي الذي نعتمد عليه بشكل أساسي وهام في حياتنا، كلها احتياجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها والتقليل منها يسبب أزمات تضر بالمواطن الذي لم يعد قادر على تحمل أي غلاء في احتياجاته نتيجة ما عاناه ولا زال يعاني قساوة الحصار الاسرائيلي وتبعاته السلبية .
الكثير من عمال قطاع غزة لجأوا الى تحميل أنفسهم ديون من أجل اتمام اجراءات الحصول على "تصريح عمل " يمكنهم من الدخول الى أراضينا المحتلة بعد الايذان لهم بالموافقة من قِبل سلطات الاحتلال التي تُتيح لهم العمل في الداخل بعد امتلاك العامل الفلسطيني تصريح عمل، وهذا التصريح يمثّل بطاقة العبور الأساسية التي يتمنى أن يحصل عليها كل عامل في غزة وذلك بسبب العائد المادي الذي يحصل عليه والتي تعتبر أضعاف ما يحصل عليه العامل في غزة من أجل تحسين ظروفهم المعيشية.
اضف الى ذلك ارتفاع أسعار الانترنت والضرائب وغيرها التي تشهد ارتفاعاً في أسعارها بعدما كانت في متناول الجميع، الفلسطينيون في غزة غير قادرين على تحمل هذا الغلاء ويحتاجون لمن يقف بجانبهم ويدعمهم في ظل حالة التراخي في الموقف الدولي والعربي تجاه القضية الفلسطينية، يجب أن يتم ايجاد حلولاً واضحة وجذرية للعديد من المشاكل مثل أزمة الكهرباء التي منذ سنوات نعاني منها ولا يوجد أي حلول لها، وذلك للتخفيف عن القطاع المحاصر وتحسين الظروف المعيشية لسكانه.
نتمنى أن يكون الانفراج قريب جداً وأن تعود الحياة لطبيعتها التي اعتدنا عليها، ونتمنى أن تنخفض حدّة التواتر الذي نعيشه في أيامنا هذه من أجل التقليل من احتمالات الانزلاق الى تصعيد جديد قد يُشعل فتيله الاحتلال الاسرائيلي في أي وقت، لذا نتمنى أن تمر هذه المِحن وألا تستمر لفترات أطول حفاظاً على حياة المواطنين ومنعاً لحدوث الكوارث، ففي الوقت الذي يبحث فيه المواطن عن حياة أفضل يصطدم بالكثير من المعوقات التي تشكلها الأزمات لتجعل الحياة أكثر تعقيداً.