خاص/ اليوم الاخباري
أول أمس وفي محيط مفترق السرايا وسط مدينة غزة، أقدم شاب في الثلاثينيات من عمره على اشعال النار في نفسه بغرض احراقها، وذلك اعتراضاً على قرار شرطي المرور بتحرير "مخالفة قانونية" له نتيجة عدم التزامه في قوانين السير، الأمر الذي أثار المارّة والذين لم يُقدِموا على مساعدته تخوفّاً من اشعال النار بشكل أكبر.
مفترق السرايا هو أحد مفترقات الطرق الرئيسية في قطاع غزة، والذي يربط العديد من الطرق وبالإمكان من خلاله الذهاب لأي وجهة ترغب في الاتجاه اليها، هذا الأمر يسبب ازدحاماً دائماً في هذا المفترق ومحيطه بسبب مركزيته وأهميته.
وفي الاتجاه الجنوبي لهذا المفترق يوجد كراج للسيارات خاص بسيارات الأجرة التي تسهّل على المواطنين الرّكاب الذين يريدون الذهاب لأي مكان وخاصة المحافظات الجنوبية لغزة، فالجميع معتاد التوجه لكراج السيارات من أجل الذهاب لأي مكان وذلك لتخفيف الازدحام ومنع الحوادث التي تحصل في المكان، لكن وفي ذات الوقت تمنع شرطة المرور التي تناوب في نفس المكان أي سائق تاكسي من تحميل الركاب وأخذهم من خارج الكراج منعاً لخلق أزمة السير التي يعاني منها السائقين والمواطنين في ذلك المكان.
وبحسب توضيح الناطق بإسم الشرطة الفلسطينية في غزة، فإن المواطن الذي أحرق نفسه كان لديه مخالفة مسبقة قد حصل عليها نتيجة عدم التزامه في قانون السير ولم تكن لديه الأوراق الرسمية، اضافة الى أنه لم يلتزم بتعليمات الكراج التي تنص على عدم أخذ الركاب من خارج الكراج، الأمر الذي دفع شرطي المرور الى تحرير المخالفة له ما استدعى منه الاقدام على حرق نفسه دون مقدرة المواطنين من اسعافه، وانتشر فيديو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي ظهر فيه المواطن وكأن الحروق طفيفة الا أن حالته الصحية ازدادت سوءاً وحاليا يمكث في غرفة العناية المكثفة.
الجميع في غزة يعاني من الضغط النفس والمادي والاجتماعي ولها ازادت نتيجة الأزمات التي حلت بهذا الشعب والمشاكل التي لازالت موجودة ولم يتم ايجاد حلولاً لها، والحصار الاسرائيلي الذي يتسبب فيه الاحتلال والذي فرض القيود الكبيرة على غزة، كلها عوامل تدفع المواطن لأن يفقد صبره ودفعت المحبطين من الاقدام على الانتحار بشكل غير المعتاد عليه في القطاع.
لا يمكن تجريم فعلة شرطي المرور لأنه المسؤول الأول عن أي حداثة قد تحصل في المكان من وراء أخطاء السائقين، اضافة الى أن المواطن يجب أن يكون على قدر من المسؤولية تجاه قانون السير المنصوص عليه في كافة المناطق، فالالتزام لا يُعتبر ضد السائق والمواطن، بل هو أساسي لضمان حياة المواطنين والحفاظ عليهم الى جانب منع الازدحام الذي يحصل يومياً في المنطقة الأكثر ازدحاماً في غزة.
المطلوب من الجميع الالتزام، كذلك المطلوب من الحكومة في غزة التخفيف قليلاً على المواطنين وحتى لو تطلب الأمر في تحرير أي مخالفة لأي سائق مخالف للقانون يجب أن تكون نصوص وشرائع تدعو لتخفيف قيمة المخالفة من أجل أن تكون درساً للسائق ولا تكن عبئاً عليه لأن حال السائقين من أصعب الظروف نظراً لقلة العائد المادي من هذه المهنة المتعبة.
