في غزة.. بيوت تسترها الجدران فقط، ولا تحميها من برد الشتاء!

في غزة.. بيوت تسترها الجدران فقط، ولا تحميها من برد الشتاء!

2023/01/15 الساعة 03:32 م
في غزة.. بيوت تسترها الجدران فقط، ولا تحميها من برد الشتاء!

خاص/ اليوم الاخباري

تعيش عدد من العائلات بغزة في واقعٍ مأساوي للغاية على مستوى الطعام والكساء والمسكن وكافة مناحي الحياة الواجب توافرها لأي فرد من أفراد المجتمع، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تعانيها مثل هذه العائلات والتي تعيش في قرى ومناطق نائية حتّمت عليهم البقاء والاستسلام لمثل هذا الحال الذي لا يستطيع تحمّله أي فردٍ في العالم.

بيوت مغطاه بألواح "الإسبست" لا يكسوها الباطون، لو دخلتها تجدها مكونة من غرفتين صغيرتين، وزاوية مكونة من الحامل الذي يرمز الى وجود "المطبخ" والمأخوذ من مساحة الصالون، ثم حمام صغير بوابته من القماش، هذا الحال لا يمكن لأي انسان تحمله في الوقت الذي تجد العديد من العائلات في غزة متعايشة في ظل هذه البيئة التي أشبه ما تكون مناسبة لمسكان المواشي.

هذه المنازل تعود الى بعض المواطنين الذين لا يعملون ولم يجدوا فرص عمل تحسّن من حياتهم وظروفهم المعيشية، اضافة الى أن معظمهم كانوا يعتمدون على الايجار الشهري ولكن نتيجة عدم المقدرة على الالتزام في السداد اضطروا الى بناء منازلهم هذه بأيديهم من أجل أن تبقى ساترة لهم دون توفر أي امكانيات السكن المريح ولكن هروباً من الالتزام المادي الشهري.

وتعتمد هذه العائلات على المساعدات التي تقدمها لهم الجمعيات الخيرية والتي تساهم في توفير الطعام لهم قدر المستطاع والتي تكون بشكلٍ غير دائم ومستمر، بالإضافة الى المساعدات التي يتلقوها من المساجد القريبة منهم من أجل المساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية لمثل هذه الأسرة الفقيرة.

في فصل الشتاء يشعر بالبرد من هو آمنٌ في بيته المحصّن، ومن يمتلك الثياب الكافية لتدفئته الا أن البرد يتغوّل في جسده، فكيف هو الحال لمثل هؤلاء المواطنين الذين يعانون البرد القارص ودخول مياه الأمطار الى مساكنهم والأمراض التي تنجم عن هذه الحالة وتلك الظروف العصيبة التي يعيشها المواطن.

لابد من الحكومة في قطاع غزة والقيادات والمسؤولين الذي يتابعون ويراقبون أحوال الناس، يجب أن يتابعوا هؤلاء المواطنين الذين يعانون الويلات والذين تجدهم موزعين في كافة محافظات قطاع غزة من شماله الى جنوبه، يجب أن يتم توفير مسكن لائق بهم وتوفير فرص العمل لكل فرد من أفراد هذه العائلات في حال كان قادراً على العمل، من أجل تحسين ظروفهم المعيشية وأن يرقى المكان الذي ينامون فيه لمستوى الانسان ليس دونه.

ويجب على الحكومة في غزة أن تعمل بشكل متسارع على انجاز ملف الاعمار للبيوت المهدمة التي تضررت بفعل الحروب على غزة التي شنها الاحتلال الاسرائيلي، كذلك يجب الضغط على الجهات الداعمة من الدول الشقيقة في احزار التقدّم في هذا الملف من أجل حماية العائلات التي تشرّدت من منازلها بفعل هدمها وتدميرها في الحروب ضد القطاع.

ويعيش قطاع غزة تحت حصارٍ اسرائيلي منذ عدة سنوات ألقت بظلالها على الكثير من مناحي الحياة المختلفة والتي أثّرت بشكل واضح على الوضع الاقتصادي لهم، الى جانب ارتفاع نسبة البطالة وازدياد معلات الفقر نتيجة قلة فرص العمل كلها عوامل أدت الى تغيّر حال المواطنين بشكل عام ما أوجد مثل هذه الفئات التي تعاني بشكل كبير.