تأثيرات مأساوية لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في غزة

تأثيرات مأساوية لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في غزة

2023/01/29 الساعة 03:05 م
تأثيرات مأساوية لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في غزة

خاص/ اليوم الاخباري

لو نظرت الى الحال الذي يعيشه سكان قطاع غزة لوجدت أن نسبة كبيرة من سكانه لا يعملون بسبب ندرة فرص العمل المتاحة، اضافة الى الأجور التي يتقاضاها ذلك العامل التي لا تصلح لأن تكون أجور تساهم في اعالة أسرهم، الأمر الذي يدفع بعضهم الى العمل مضطراً أفضل من ان يتسوّل ويمد يده للآخرين، والبعض الاخر لا يقبل في العمل بمثل هذه الأجور الرخيصة حفاظا على كرامة العامل.

ويواجه السكان بين الحين والآخر أزمات جديدة تعصف بهم وتؤثر على حياتهم وتزيد الضغط عليهم، منها غلاء الأسعار الذي يجتاح المواد الأساسية للمواطنين مما يدفع المواطن شراء الأساسي المهم منها وبكميات قليلة، اضافة الى أزمة غاز الطهي التي ترتفع أسعاره بشكل متتالي لأسباب خاصة باستيراده، اضافة الى أزمة الوقود المخصص الى محطة توليد الكهرباء لتوفير الكهرباء اللازمة للسكان حتى وان كان بنظام 8 ساعات وصل وأخرى قطع.

ولا يمكن اغفال السبب الرئيسي وراء هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة ألا وهو الاحتلال الاسرائيلي وحصاره للقطاع من جميع الجبهات والذي ألقى بظلاله على مناحي الحياة المختلفة، حيث زاد الحصار من نسبة البطالة والفقر التي يعاني منها سكان القطاع منذ سنوات، سيما في ظل استمرار السلطة الوطنية الفلسطينية تمنّعها من تقديم الدعم التعاون مع حركة حماس التي تُدير القطاع.

ويرجع سبب ارتفاع الأسعار بغزة الى الاغلاقات المتكررة للمعابر الحدودية المخصصة لإدخال البضائع، بالإضافة لندرة المواد وقلة استيرادها على ما كان عليه الأعوام الماضية ولعل أبرزها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا التي ما تزال مستمرة والتي أثّرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار القمح في العالم ككل عل اعتبار انهما أحد أبرز وأكبر موردي القمح في العالم.

وتفرض سلطات الاحتلال الاسرائيلي قيود على قطاع غزة الأمر الذي يؤدي الى تقويض اقتصاد غزة، مما تسبب في ارتفاع مستويات البطالة وانعدام الأمن الغذائي والاعتماد على المساعدات، والاعتماد على المساعدات بطبيعة الحال لا يمكن أن يدُم طويلاً وحتماً سيؤدي إلى زيادة نسبة الفقر في القطاع، فحينما مرَّ العالم في أزمة كورونا أو أزمة المواد الغذائية الناتجة من حرب روسيا وأوكرانيا بدأت الدول المانحة التفكير في نفسها بعيداً عن المساعدات التي ستقدمها الى فلسطين، لذا فمؤشر المساعدات المقدمة لغزة لم يستمر وهذا يشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين. 

ووفق آخر الاحصائيات المتعقلة في نسبة البطالة في فلسطين، لا يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ هذا المعدل 47٪ في قطاع غزة مقارنة بـ 13٪ في الضفة الغربية، أما على مستوى الجنس فقد بلغ معدل البطالة للذكور في فلسطين 20٪ مقابل 43٪ للإناث.

وقاربت معدلات الفقر ملامسة حاجز الـ 70%، في الوقت الذي لا يزيد فيه متوسط دخل الفرد اليومي عن دولار أميركي واحد، ما يجعل واقع الأجور دون المستوى الذي يمكن فيه العائلات من توفير أهم الاحتياجات اليومية الخاصة بها، لذا نتمنى أن يتم حل ايجاد حلول لهذه النسب المتزايدة والتي تنعكس على حياة المواطنين بأفضل مما هم عليه الان.