رسائل ودعم واشادة من غزة  إلى "عرين الأسود"

رسائل ودعم واشادة من غزة  إلى "عرين الأسود"

2023/02/04 الساعة 03:19 م
رسائل ودعم واشادة من غزة  إلى "عرين الأسود"

خاص/ اليوم الاخباري

قبل أيام قليلة أطلقت مجموعة من المقاومة في غزة عدد من الصواريخ رداً على الأحداث التي تحصل في الضفة الغربية والقدس، ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وعمليات التصفية المتكررة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد المواطنين والاعتقالات والاغتيالات المتواصلة على مدار الساعة.

قذيفتين صاروخيتين من القطاع أطلقتا تجاه مناطق جنوبي الاحتلال جاءت بعد عملية عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يعد أعنف هجوم يشنه جيش الاحتلال على مخيم جنين للاجئين منذ نحو عقدين.

وفي ذات الليلة التي أُطلقت فيها الصواريخ من غزة، شن الاحتلال غارات جوية على غزة مستهدفة حسبما قالت بأنه مصنع للصواريخ تحت الأرض تابع لحركة حماس، وذلك ردا على إطلاق صواريخ من القطاع، وألحق الاستهداف أضرارا بالغة بالموقع المستهدف وبالمنازل المجاورة له.

ورغم أن تنظيمات المقاومة في غزة لم تتبنى القذائف الصاروخية التي أُطلقت تجاه الاحتلال إلا أن الأخير حمّل حركة حماس في غزة مسؤولية كل ما يحدث في بيانٍ خاص بالجيش، متوعدا بأن تدفع الحركة ثمن أي انتهاك.

 وحسبما ورد بأن القذائف الصاروخية التي أُطلقت من غزة كانت تحمل شعار "عرين الأسود" وهو التنظيم المؤسَّس في الضفة الغربية، حيث تم اطلاق هذه القذائف من غزة بتوجيهات منه وتضامناً مع ما يتعرضون له من تضييق ومقامة من الاحتلال الاسرائيلي، حيث لم يسبق أن تم اطلاق أي صاروخ أو قذيفة من قطاع غزة تتبع لأي تنظيم في الضفة الغربية، ولكن هذه الحالة هي الأولى من نوعها ولا نعرف ان كانت تؤسس لمرحلة جديدة في مقاومة الاحتلال أم لا.

مجموعة "عرين الأسود" مجموعة مقاومين فلسطينيين ظهرت في عام 2022 في مدينة نابلس، وهم مسلحون من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومختلف الفصائل الفلسطينية، وتتخذ من البلدة القديمة في مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) مقراً لها، تنفّذ العديد من العمليات ضد الجيش الاسرائيلي دفاعاً عن الأراضي الفلسطينية ومواجهة التضييق والحصار الذي يفرضه الاحتلال عليهم.

قد يحدث بأن يكون ارتباط بين خلايا المقاومة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل مواجهة الاحتلال كما ظهر جليّاً في العرض العسكري الذي نظمته حركة حماس في ديسمبر الماضي في ذكرى انطلاقتها والذي حمل الأعلام الخضراء إلى جانب الأعلام الفلسطينية وصورا لعدد من شهداء الضفة الغربية حملت اسم "عرين الأسود"، وقد تكون هذه القذائف التي حملت شعار عرين الأسود ما هي إلا رسائل تضامن معهم من عناصر المقاومة في غزة دون وجود ارتباط فعلي بينهم بل من أجل دعم صمودهم في مقارعة الاحتلال.

يوجد مخاوف من تصاعد الأحداث بشكل مستمر في غزة، على إثر التصاعد والتواتر الموجود في الضفة الغربية، لكن حركة حماس في الوقت الحالي غير معنية على الاطلاق الدخول في مواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي بسبب عدم مقدرة الشعب في غزة على المواجهة، اضافة الى عدم اكتمال عمليات الاعمار المتعلقة في ارجاع المباني المدمرة في الحروب السابقة، اضافة الى ضمان استمرار التسهيلات المقدمة لسكان غزة وفتح للمعابر.

سكان غزة ليس لديهم الرغبة في الدخول بمواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي الدموي، لأن المواجهة معه ستكلّف السكان الخسائر الكبيرة، اضافة الى اغلاق كافة المعابر المؤدية للقطاع، وتقليل مساحة الصيد وممكن منعها بتاتاً، اضافة لمنع دخول عمال غزة الى اراضينا المحتلة للعمل هناك، وغيرها من الأسباب التي تدفع المواطنين للجوء الى استمرار الاستقرار الأمني دون حدوث أي تصعيد من أجل تحسين ظروفهم المعيشية.