"4 ساعات" وصل الكهرباء غير كافية للمواطن في الشتاء القارص

أزمة قديمة جديدة

"4 ساعات" وصل الكهرباء غير كافية للمواطن في الشتاء القارص

2023/02/12 الساعة 05:08 م
"4 ساعات" وصل الكهرباء غير كافية للمواطن في الشتاء القارص

خاص/ اليوم الاخباري

كلّ يومٍ نُصبح على احدى القرارات الجديدة التي تُصدرها شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة بإعلانها عن دخولها في أزمةٍ جديدة بسبب الضغط الكبير على الخطوط بفعل الشتاء، حيث يزيد استخدام المواطنين للأجهزة الخاصة بالتدفئة الأمر الذي يشكّل ضغطاً كبيراً في بعض المناطق التي تشهد كثافة سكانية الأمر الذي يدفعهم لتقنين ساعات وصول الكهرباء للمنازل.

أزمة الكهرباء أزمةٌ قديمة جديدة ومستمرة من عام 2006 منذ تولي حركة حماس زمام الحكم في قطاع غزة، حيث تحاول الحكومة في غزة حل هذه المشكلة المتأزّمة والتي يعاني منها السكان لكن دون جدوى في وضع الحلول التي تؤدي لإنهاء هذه الأزمة.

شركة توزيع كهرباء محافظات غزة شركة خدماتية اقتصادية تعمل بذمة مالية خاصة ومملوكة للسلطة الوطنية الفلسطينية والسلطات المحلية ( البلديات والمجالس المحلية والقروية)، تعمل على توزيع الطاقة الكهربائية في كافة المناطق التي تقع تحت سلطة و إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية في محافظات غزة وما يتبع ذلك من أعمال الجباية والتحصيل والأشـراف الفني و أعمال الصيانة والتطوير .

وتعمل شركة توزيع الكهرباء وفق المخزون المتوفر في محطة توليد الكهرباء، والتي مهمتها فقط إنشاء محطات لتوليد الكهرباء في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والقيام بالأعمال الضرورية لإنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية، حيث تعاني محطة التوليد العديد من المشاكل في توفّر كميات الوقود للازمة لتشغيل المحطة، حيث لا يكفي الدعم المخصص لها بل وتحاول الاعتماد على المنحة القطرية في توفير الوقود من أجل تحقيق الطاقة اللازمة للمواطنين.

ونشهد في أيامنا هذه أقل عدد من الساعات للحصول فيها على الكهرباء، حيث من المعتاد وفي الوضع الطبيعي أن توفّر شركة الكهرباء للمواطنين ثماني ساعات وصل يقابلها ثماني ساعات قطع، هذا في الوضع الطبيعي والذي يحاول المواطن أن يتأقلم معه، لكن هذه الأيام يصل عدد ساعات وصل الكهرباء لمنازل المواطنين الى 4 ساعات فقط يقابلها 12 ساعة قطع وقد تزيد عن ذلك، هذه المشكلة الحقيقة التي يعاني منها سكان القطاع في ظل برد الشتاء الشديد كما نعيشه هذه الأيام سيما في ظل استمرار المنخفضات الجوية.

يستخدم سكان قطاع غزة وسائل الطاقة البديلة المكلِفة من أجل الحفاظ على حياة مرضاهم أو من أجل الحفاظ على صحة أطفالهم خلال هذا البرد الذي من السهل أن يمرضوا فيه، ويحاولوا الاعتماد على المدفئة التي تعمل على "غاز الطهي" حيث تمكنهم من اشعال المدفئة دون الاعتماد على الكهرباء، الى جانب استخدامهم لبطاريات كهربائية التي باتت عدد ساعات الكهرباء غير كافية لإتمام شحنتها لتوفير الطاقة البديلة ولو لسويعات.

المواطنون يعتمدون على الطاقة البديلة رغم علمهم بالخطورة التي تُحيط بهم لحظة اشعالهم المدفئة التي تعمل بغاز الطهي، فلا يمكن أن ينتهي موسم الشتاء في غزة إلا وتحدث عدد من حوادث الاختناق او الحرق او ما شابه ذلك من أحداث ناتجة عن استخدامهم للطاقة البديلة غير الآمنة، وكان آخر هذه الأحداث ما سمعناه قبل يومين من اختناق طفل ووفاته واصابة 6 أفراد من عائلته بسبب تسرب الغاز من المدفئة أثناء نومهم.

هذا هو الخطر الحقيقي الذي يرتاب منه كل مواطن لكن مضطر لاستخدام الطاقة البديلة للقضاء على البرد الشديد وللحفاظ على صحة الأبناء وكبار السن، لذا يجب على الحكومة في غزة أن توفر الحلول الآمنة للمواطنين بالاضافة للسعي الدائم دون كلل في حل أزمة الكهرباء التي يعانيها السكان منذ سنوات عدّة، حتى يشعر المواطن في غزة بأنه محل اهتمام من قبل الحكومة التي تُديره.