"الطعام" يتسبّب في فصل عامل من عمله في غزة

"الطعام" يتسبّب في فصل عامل من عمله في غزة

2023/02/17 الساعة 10:49 م
"الطعام" يتسبّب في فصل عامل من عمله في غزة

خاص/ اليوم الاخباري

إنّ ما يميّز الشعب الفلسطيني بأنه عفيف النفس عزيز الروح لا يقبل لأحد أن يمُنًّ عليه ولو بأي شيء، هذا نتاج لما يعيشه الفلسطينيون من ظلم وقهر وجبروت الاحتلال الاسرائيلي الأمر الذي جعلهم يضعون كرامتهم فوق كلّ شيء لذا لا يمكن أن يتساوم الفلسطيني ومواطني قطاع غزة على وجه الخصوص مقابل كرامته ولا يسمح لأحدٍ المساس بها.

من المتعارف عليه أن قطاع غزة يخضع لحصارٍ اسرائيلي واسع المدى وطويل الأمد وقاسي في فعلته التي فعلها بسكان القطاع منذ ما يزيد عن 16 عاماً، هذا الحصار أحدث خلل كبير في مناحي الحياة المختلفة وصعّب الحياة على المواطنين وأصبحت الظروف لا تخدمهم كما كانت في السابق، الحياة أصبحت مرتفعة والأجور قليلة والالتزامات كثيرة وكلّ شيء لما يعد كما كان في السابق.

هذا الحال أجبر المواطنون في غزة سواء العمال منهم أو الخريجين، الذين لم يحظوا على فرصة عمل أو عقد أو وظيفة في تخصصاتهم ومجالاتهم، على الرضى بما يقسّمه الله لهم من عمل حتى لو كان بأقل القليل من أجور العمال في فلسطين، خوفاً من الاضطرار للحاجة الى الآخرين.

مؤخراً انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة لشاب خريج يعمل في أحد المولات التجارية في غزة بعدما تم فصله من العمل، حيث تناول النشطاء عبر المواقع المختلفة هذه القصة وتفاعلوا معها بشكل كبير ليعبروا بذلك عن تضامنهم مع ومع كل عامل في غزة يتم اهانته أو التسلّط عليه.

ففي أحد المولات التجارية المشهورة في غزة يعمل الشاب نائل لمدة 12 ساعة يومياً، لكن القصة بدأت حينما تناول نائل قطعة شوكولاتة ليسُد بها جوعه طيلة هذه الساعات الكبيرة لكن صاحب العمل لاحظ عليه وهو يتناول هذه القطعة فقام بفصله من العمل بشكل كامل، الأمر الذي أثار استياء والده الذي نشر تغريده على صفحته عبر الفيسبوك يشكو فيها حال العمال وكيفية تعامل أصحاب العمل مع الموظفين.

قام المشرف المسؤول داخل المول التجاري بالإيعاز لنائل بمغادرة العمل حتى يتلقى اتصال لإرجاعه، ومرَّ ثلاثة أيام ينتظر اتصالهم ولم يتم التواصل معه، الأمر الذي دفع نائل بالتشهير بهذا المول ومطالبة وزارة العمل والجهات المسؤولة بمحاسبة أمثالهم.

ويعمل نائل رفقة 139 شخصا على دورين بالتناوب وهم من خريجين الجامعات على أن صاحب العمل يعاملهم بقسوة ويمنعهم من فعل أشياء كثيرة في اطار العمل، منها منع الاكل والحديث الجانبي حتى لو في اطار العمل الى جانب العديد من القيود التي تجعل العامل يخرج عن طوعه في أي لحظة.

يجب أن لا تكون مثل هذه المعاملة مع الشعب الصابر المرابط الذي تحمّل عداوة الاحتلال وظلمه، وتحمّل الانقسام الفلسطيني والأزمات الداخلية التي يمر بها القطاع المحاصر، وتحمّل قلّة فرص العمل والأجور المتدنّية لتوفير لقيمة العيش لعوائلهم، ليس بهذا الشكل يتم تكريم العامل الفلسطيني، يجب أن يتم فرض مراقبات وأن يتم تحديد شروط لكل محاول أو مصلحة معينة أن تراعي حقوق العامل في أدق التفاصيل ومن يخالف يتم سحب الرخصة منه ومعاقبته.

يجب على وزارة العمل ومكتب العمل وكافة الوزارات والمؤسسات التي تعمل في خدمة العامل، يجب أن تدعم موقف العمال حتى تفرض احترام أرباب العمل وأصحابه على العمال المكلومين دون اذلالهم ومعاقبتهم.