المسيرات الحدوديّة في غزة قد تُشعِل المنطقة وتلغي الهدوء

المسيرات الحدوديّة في غزة قد تُشعِل المنطقة وتلغي الهدوء

2023/02/28 الساعة 02:56 م
المسيرات الحدوديّة في غزة قد تُشعِل المنطقة وتلغي الهدوء

خاص/ اليوم الاخباري

في خضم الصراع الدائر في الضفة الغربية والقدس تقف غزة في موقف المؤازر والمدافع عن الوطن ومحاولة بث الروح المعنوية العالية في نفوس المقاومين من أبناء الضفة والقدس، مع اظهار محاولات مساعدتهم بقدر المستطاع من امكانيات من أجل إلحاق الخسائر الكبيرة في صفوف المحتلين.

ومنذ سنوات طويلة لم تشهد مناطق الضفة الغربية والقدس أعمال مقاومة متصاعدة كما تشهده هذه الأيام، حيث أن الاحتلال الاسرائيلي يقتحم العديد من المدن والمخيمات الفلسطينية ما يُجبر الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ومحاولة طرد الاحتلال من بلادهم وتنفيذ عمليات عسكرية ضدهم.

بعد اقتحام جنود الاحتلال الاسرائيلي والاعتداء على مخيم جنين وطولكم والقدس وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية كان أخر هذه الاعتداء على حوّارة وهي بلدة فلسطينية في الضفة الغربية وتتبع لمحافظة نابلس، حيث نكّل الاحتلال بالممتلكات العامة والخاصة ودفعوا بحوالي 1000 مستوطن معظمهم مسلح انتشروا بمحيط منازل المواطنين الفلسطينيين وشنوا اعتداءاتهم بحماية الجيش، فأحرقوا المركبات والمنزل وتسببوا بخسائر مادية كبيرة، ولم يتمكن الأهالي الخروج من المنزل لإنقاذ أنفسهم لكثافة انتشار المستوطنين وشراستهم.

ونفذ المستوطنون نحو 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية وأودلا جنوب نابلس من إحراق وتكسير منازل ومركبات وإصابة أكثر من 100 مواطن وارتقاء الشهيد سامح الأقطش، واستهدفوا 110 منازل ومنشآت بين حرق وتكسير للمنازل والممتلكات.

هذه الاعتداءات لم ترُق للفصائل الفلسطينية في غزة التي ندّدت بها واستنكرتها وطالب المجتمع الدولي بالدخل العاجل لمواجهة الاحتلال، الى جانب التهديدات التي أطلقتها الأجنحة العسكرية من فصائل المقاومة بأن الصبر ينفذ في حال استمر الاحتلال باعتداءاته على المقدسات وفي حال استمرّ في عمليات توسيع الاستيطان.

على إثر ذلك قررت مجموعات شبابية النصرة لأهل الضفة ونابلس ودعوا الى المسيرات الحدودية وأعمال الارباك الليلي من أجل ارباك غلاف غزة وارباك المستوطنين والجنود الذين يمكثون في الغلاف كما فعلوا في الفلسطينيين في الضفة، لذا انطلقت مجموعات شبابية مكبرين ومهللين وأشعلوا الاطارات وألقوا بقنابل الصوت من أجل تحقيق الارباك المطلوب وتحقيق القلق لهم.

الجميع يعلم مدى أهمية نصرة قطاع غزة للفلسطينيين في الضفة والقدس والـ48 لكن الوقت الذي يمر به القطاع من حصار وأزمات متتالية لا يمكنهم الدخول في حروب جديدة مع الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يرحم، حيث القطاع لا زال يعاني من الحروب السابقة وتبِعاتها السلبية وأعمال الاعمار التي لم تكتمل والظروف الاقتصادية بحاجة الى انعاش، كلها معايير تحتّم على قيادة حماس في غزة أن تتعامل بعقلانية مع الأمر وضبط النفس، كما ويجب أن تمنع كل المحاولات التي من شأنها اشعال المنطقة والدخول في مواجهة مع الاحتلال حتى وإن كان الهدوء لحظي ولفترة مؤقتة، لأن القيادة في غزة تعلم بمدى حاجة الناس للهدوء وأنهم في غِنى عن أي أعمال عنف وتصعيد يُجبرهم الدخول في مواجهة جديدة وخسائر مادية وبشرية كبيرة.