"المزارعون" يدٌ تزرع وعينٌ تراقب الاحتلال خشْية الاعتداءات

على الحدود الشرقية لغزة

"المزارعون" يدٌ تزرع وعينٌ تراقب الاحتلال خشْية الاعتداءات

2023/03/17 الساعة 10:29 ص
"المزارعون" يدٌ تزرع وعينٌ تراقب الاحتلال خشْية الاعتداءات

خاص/ اليوم الاخباري

يعيش المزارعون حياتهم العمليّة في خطر كبير حينما يعملون في أراضيهم الزراعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث يتعرض هؤلاء المزارعون الى مضايقات الاحتلال الاسرائيلي المستمرة بسبب الاعتداءات المتكررة على الأراضي الزراعية واتلاف العديد من المحاصيل وتخريبها من أجل إلحاق الأذى بالمزارعين وأراضيهم.

عدد كبير من الأراضي الزراعية تقع على الحدود الشرقية لقطاع غزة بمحاذاة الاحتلال الاسرائيلي، ولأن الاحتلال يتفنّن في إيذاء الفلسطينيين بكل ما أوتي من قوة تتعرض وبشكل مستمر هذه الأراضي للتجريف والقصف والتخريب التي تُلحقه آليات الاحتلال المتاخمة للحدود مع غزة، حيث يتضرر المزارعون بسبب تضرر محاصيلهم ولا يمكن ايقاف الاحتلال عن ممارسة مثل هذه الاجراءات والاعتداءات.

ليس فقط الأراضي وحدها التي تتعرض للاعتداءات الاسرائيلية، بل تطال المزارعين أنفسهم أيضاً، حيث يُطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي تجاه هؤلاء المزارعون بعد اجتياز جرافاتهم وآلياتهم العسكرية الحدود والدخول في الاراضي الفلسطينية، مما يؤدي الى اصابتهم والحاق الضرر الجسدي بهم وكذلك منعهم من الاقتراب الى أراضيهم التي تبعت حوالي 500 متر عن الحدود مع الاحتلال.

ويزرع المزارعون بعض المحاصيل الزراعية في الأراضي المتاخمة للحدود مع الاحتلال أهمها حبوب القمح والشعير وذلك لأن تلك المحاصيل لا تحتاج لعناية وتواجد في الأرض سوى على فترات متباعدة ما يقلل من حجم الخطر على حياتهم بفعل الاعتداءات الإسرائيلية.

وفي تلك المناطق الحدودية يتواجد عناصر الضبط الميداني التابعين لحركة حماس  من أجل متابعة الحدود مع الاحتلال ومنع حدوث أي احتكاك بشكل مباشر أو غير مباشر مع الاحتلال، ويهدف تواجدهم لمنع تسلل أحد المواطنين في القطاع الى الحدود او أي اعمال عنف في أوقات التهدئة اضافة لمتابعة الفلاحين المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم.

وأحياناً يتعرض المزارعون الى مضايقات من قِبل عناصر الضبط الميداني الى الحد الذي يصل الى منعهم من الدخول الى اراضيهم وذلك عدم استفزاز الاحتلال ومنعاً لتصاعد الأحداث بينهم، فكالثير من المزارعين مستاؤون من هذه الأفعال بسبب منعهم من الاقتراب من ارضيهم ولكن قد يكون هذا المنع حفاظاً على أراوحهم.

ويتمنى كافة المزارعين الذين يعملون في القطاع المحاصر أن يستمر الهدوء والاستقرار الأمني على امتداد المنطقة الحدودية، كي يتمكنوا من زراعة وحصاد محاصيلهم دون خسران ودمار أو مضايقات من قوات الاحتلال، فكثير من الأحيان لم يتمكن المزارعون من الدخول الى أراضيهم بسبب الأحداث العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال ضد غزة الأمر الذي يحول بينهم وبين أراضيهم ومحاصيلهم ما يؤدي الى ضياع موسمهم دون جدوى.

حياة المزارعين حياةً صعبة للغاية، حيث يتواجدون في الأماكن التي يتواجد فيها جنود الاحتلال وتحت أنظارهم، فالمزارع يده تزرع الحبوب وتجني المحصول وعينه على الاحتلال خشية الاعتداء عليه أثناء عمله، هذه هي حياة المزارع الذي أحياناً ما يخسر محصوله إما بفعل الاحتلال أو بفعل الأمطار والعواصف الطبيعية، لذا لا بد من عناصر الضبط الميداني تأمين كل ما يخدم هذا المزارع ومحصوله.