محاولات البحث عن الرزق في غزة ومعوِّقات تواجه الخريجين في عملهم

محاولات البحث عن الرزق في غزة ومعوِّقات تواجه الخريجين في عملهم

2023/03/19 الساعة 11:32 ص
محاولات البحث عن الرزق في غزة ومعوِّقات تواجه الخريجين في عملهم

خاص/ اليوم الاخباري

بعد مرحلة الثانوية العامة التي تمثّل المحطة الأساسية في توجيه الطالب الى ما يرغب به في أن يكون مستقبلاً، حيث يتطلع كل طالب لأن يكون في منصبٍ مرموق في المجتمع وأن يحقق ما يصبوا اليه من مكانةٍ وعلمٍ يرقى به، كذلك يسعى الى تأمين مستقبله بتحصّنه بالعلم والمعرفة التي تضمن له العمل الدائم كما يتمنى.

هذه الخطة التي يعمل بها ولأجلها كل طالب يختار سَلَك التعليم، وبعد التحاقه في الجامعة تبداً رحلة البحث والمعرفة التي يكتسبها حتى أن يتخرّج من الجامعة، لكن على غير ما هو مخطط له تسير الأمور وفقاً للظروف المغايرة التي فاجأته بعد اتمامه مرحل التعليم الجامعي حين يكتشف بأن أعداد الخريجين العاطلين عن العمل في تزايد بسبب عدم توفّر فرص العمل لهم، ليس صعباً على أي طالب معرفة هذا الحال قبل الالتحاق بالجامعة ولكن يتجاهل معرفة ذلك حتى لا يُصاب بالإحباط الذي قد يدفعه الى عدم اكمال تعليمه الذي يعتبر سلاحه المستقبلي وحصانته الدائمة.

ورغم صعوبة الحال لدى المواطنين في قطاع غزة والظروف المادية الصعبة التي يمرّون بها إلا أن العائلات لا تتراجع في تقديم كل ما يملكون من أجل استكمال أبناءهم العملية التعليمية التي تنفعهم في تأمين مستقبلهم، حيث ورغم عدم توفر الفرص للخريجين إلا أن الشهادة لا يمكن الاستغناء عنها حتى وإن لم يأتي وقتها هذه الأيام بسبب الظروف التي نمرُّ بها لكنَّ الأحوال قد تتحسّن في الأيام القادمة ما يجعل الشهادة العلمية لها الأولوية في فرص العمل المتاحة.

في الوقت الحالي ومع صعوبة الظروف الحياتية في غزة يلجأ الخريجين الى انشاء مشاريع صغيرة خاصة بهم كي يكسبوا منها الرزق بعيداً عن البطالة وحالة الركود التي يعيشونها في غزة، حيث لا يمكن لأي شاب خريج متعطلاً عن العمل دون أن يسعى في طلب الرزق حتى يتمكن من العيش وتوفير ما يلزمه من احتياجات، لكن ورغم أن الخريج لم تمكن من ايجاد فرصة عمل في تخصصه وشهادته إلا أن الحكومة في غزة تحاول فرض الضرائب على أصحاب المشاريع الصغيرة التي تسُد حاجتهم دون حاجتهم للآخرين، بدلاً من مساعدهم في توسيع المشاريع الناجحة وتقدم لهم الامكانيات التي تضمن لهم الاستمرار في تلك المشاريع، لذا الأجدر أن تتركهم في حال سبيلهم دون مضايقتهم وملاحقتهم.

مثل هذه الاجراءات تدفع بالشباب في غزة من الخروج والهجرة الى الدول الأوروبية، حيث يعتقدون أنها البلاد التي تخرجهم من الظلام الى النور، رغم معرفتهم التامة هو ما يمكن أن يواجههم من مخاطر كبيرة في رحلتهم للخارج إلا أنهم يُصرّوا على الهجرة من البلاد بسبب ما يرون فيها من ملاحقات دون توفير الاهتمام اللازمة من الحكومة والجهات المسؤولة، لذا يُقدم الشباب على ترك البلاد بسبب فقدانهم القدرة على تحمّل قلة فرص العمل والأزمات التي يعانيها السكان بفعل الاحتلال من جهة والحكومات ما جهةٍ أخرى.