في غزة.. عادات وتقاليد رمضانية تعبِّر عن ابتهاجهم بالشهر الفضيل

آملين الاستقرار والأمان

في غزة.. عادات وتقاليد رمضانية تعبِّر عن ابتهاجهم بالشهر الفضيل

2023/04/01 الساعة 04:53 م
في غزة.. عادات وتقاليد رمضانية تعبِّر عن ابتهاجهم بالشهر الفضيل

خاص/ اليوم الاخباري

مع حلول شهر رمضان المبارك بدأ سكان قطاع غزة المحاصر بالخروج عن الروتين اليومي لهم والذي بدى ذلك من خلال تزيين بيوتهم من داخلها وخارجها لاستقبال الشهر الفضيل، حيث يمارس عموم الناس هذا السلوك كعادةٍ اعتادوا عليها في استقبالهم لشهر رمضان من أجل الخروج على المألوف ومحاولةً منهم في تغيير الأجواء وتلطيفها بعيداً عن الأوضاع الصعبة والأزمات التي يمروا بها طيلة أيام العام.

أحبال الزينة المضيئة والفوانيس والأهلَّة التي ترمز لهذا الشهر الكريم هي أبرز السمات التي تخصُّ شهر رمضان والتي يتفنن فيها المواطنون في إظهارها دلالةً منهم على حبهم للشهر الفضيل وايماناً منهم بأنها تضفي لقلوبهم الجمال وتهيّئ لهم أنفسهم لتأدية الطاعات والتقرب الى الله بروحانية عالية.

الى جانب ذلك الجمال واستكمالاً للعادات التي يمارسونها، يتوجه المواطنون الى الأسواق من أجل التمتُّع بمناظر المحلات التجارية وهي تعرض منتجاتها الرمضانية بطرق مميزة، الى جانب إحضارهم لكل ما يتعلق بمائدتي السحور والإفطار اللازمة لهم كاحتياجات أساسية لمأدبة طعامهم، تجوّلٌ في الأسواق تضفي الجمال عليهم وتجعلهم متحمسين للشهر الكريم.

ولا تكتمل السفرة الرمضانية لدى العائلات الفلسطينية إلا باجتماع جميع أفراد العائلة من أجل الافطار سوياً على مائدةٍ واحدة، حيث يعتبر شهر رمضان شهر الخير والبركة وشهر لم الشمل لدى الكثير من الأهالي الذين يغتنموا فرصة الصيام من أجل التزاور وصلة الأرحام والاجتماع على مأدبة الطعام الواحدة التي يسعدون بها وبما تحويه من أطيب المأكولات وأشهاها.

وتعكف الأسرة الغزاوية على الذهاب الى صلاة العشاء التي تضم صلاة التراويح إحدى أهم العبادات التي يتميز بها الشهر الفضيل، حيث يتوجهون الى تأدية الصلوات والعبادات ليغتنموا فرصة قبول الدعاء في هذا الشهر الفضيل ومن أجل استعادة الروحة الايمانية لكل فرد من أفراد العائلة، الأمر الذي يدفعهم بالسعي للتصالح مع الله والتقرب منه وتلاوة القرآن بخشوع وتدبر.

هذه الاجواء الايمانية يتمنى كل مواطن يعيش في قطاع غزة المحاصر أن تتم على خيرٍ دون حدوث أي مواجهات أو حروب منعاً لبث الخوف والرعب في نفوسهم، حيث يقف الخوف سداً منيعاً أما تأديتهم الفرائض الايمانية بخشوع، فالجميع يتمنى أن يستمر الهدوء والاستقرار الأمني دون أي أحداث تثير القلق لديهم، لأنهم بحاجة كبيرة الى الاستمتاع بشهر رمضان دون أي تواتر كما حدث معهم قبل سنوات في مثل هذا الشهر الفضيل.

حيث يمتلك سكان قطاع غزة في ذاكرتهم صورة أليمة خلفتها الحرب الثالثة على قطاع غزة في الأسبوع الثاني من شهر رمضان لعام 2014، وتسببت باختفاء الاجواء والمظاهر الرمضانية باستشهاد وجرح الالاف من الفلسطينيين وتدمير منازل عشرات الاف وتشريدهم، ولا يزال سكان القطاع يعيشون المعاناة والآلام التي تسببتها الحرب، لأهالي الشهداء و لجرحى وآلاف المشردين ممن دمرت منازلهم خلال العدوان، فالكل يتمنى ألا تتكرر مثل هذه الأحداث من اجل الحفاظ على الاجواء التي يعيشونها الآن بكل هدوء.