"البائع المتجوّل" حكاية الخريج الذي يواجه المعيقات رغم عمله خارج تخصصه

"البائع المتجوّل" حكاية الخريج الذي يواجه المعيقات رغم عمله خارج تخصصه

2023/04/12 الساعة 12:26 ص
"البائع المتجوّل" حكاية الخريج الذي يواجه المعيقات رغم عمله خارج تخصصه

خاص/ اليوم الاخباري

يعاني سكان قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة للغاية منذ سنواتٍ طويلة خلّفها الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة اضافة الى تبعات كبيرة للانقسام الفلسطيني الذي أثر بشكل كبير على الفلسطينيين الذي يعيشون في غزة وحالهم، وأكثر المتضررين منذ ذلك هم فئة الشباب والخريجين الذين يعانوا قلة فرص العمل والمسؤوليات المتزايدة عليهم دون وضوح لمستقبلهم في موطنهم!

آلاف الخريجين من فئة الشباب في كل عام تتزايد أعداد تخرجهم من جامعات غزة المختلفة، حيث تضم هذه الشهادات تخصصات متنوعة من شأنها الرقي بالطالب الخريج وبلاده لو وجد فرصة عمل تحتضنه وتنمّي مهاراته، لكن على غير ذلك ينصدم الخريج في الواقع الأليم، بعدما كان ينتظر تخرجه لحظة بلحظة للتخلص من تكاليف الجامعات المرهقة يتفاجأ بالواقع المرير الذي ينتظره ما يجعله يتمنى أنه لو لم ينهِ من جامعته.

حجم المسؤولية يتزايد مع تزايُد العمر، حجم المسؤولة يكبُر عندما يتخرّج الطالب من جامعته، حيث يبدأ الطالب في البحث عن فرصة عمل من أجل الاستعداد لإعالة نفسه أولاً ثم عائلته ان كانت تعاني أوضاع اقتصادية صعبة، ثم ليبدأ بتكوين نفسه من أجل استكمال ما يمكن الاقدام عليه من زواج او غيره، كل هذه التخطيطات قد تذهب مهب الريح حال عدم توفر فرصة العمل لدى الخريج وهذا ما يواجهه اعداد كبيرة في الوقت الذي يزداد أعدادهم في كل عام عما سبق.

عندما يشعر الخريج بأن العمر يمضي ولا أحد يُبالي في منحه فرصة عمل، يضطر الى التفكير إما في الهجرة رغم المخاطر التي تحفّها من بداية الرحلة الى نهايتها، أو التفكير في اعداد مشروع بسيط يمكّنه من الحصول على الرزق من عرق جبينه لبدء رحلة العمل التي غالباً ما تكون شاقة عليه ولكن مُجبر على ذلك.

الكثير منهم يتّجهون نحو التحول الى "البائع المتجوّل" هذا الذي بإمكانه وضع عربته البسيطة في أسواق غزة، أو نقلها الى شاطئ البحر، أو الاتجاه نحو المتنزهات والأماكن العامة التي يقصدها المواطنين، هذه العربة تُدخِل عليه الرزق الحلال وهو راضٍ بما تقسّمه له من زرق حتى ولو كان قليلاً أفضل من مد يده للآخرين.

لكن الغريب في الأمر أن البلديات التابعة لحكومة غزة لا يمكن لها أن تترك هؤلاء في حالهم، بل وتحاول التضييق عليهم بالتعدي عليهم ومحاولة تشتيتهم من أجل اجبارهم على استئجار محلات تتبع للبلديات لتحقيق العائد المُجدي لها بدلاً من التنقل في الشوارع والمناطق بالمجان.

في الوقت الذي يجب عليها أن تقدّم لهم يد العون، تتقمّص دور مِعوَل الهدم لما بنوه من مشاريع بسيطة تجبرهم على ترك هذه العربة رغم أنهم مجبورين على امتلاكها من أجل العيش في هذه الحياة العصيبة التي قست عليهم، تحاول فض العربات من الطرقات بحجة أنهم يضيقوا الطريق على المارّة، الامر الذي يضفي اليأس على هؤلاء العمال الذين هم بالأصل حاملي لشهاداتٍ جامعية.

لا بد وأنه في حال الرغبة في اتمام عملية ترتيب الطرقات حسب المهام المناطة في بلديات غزة أن يتم ايجاد مكان لمثل هؤلاء العربات المتنقلة وأن يتم تخصيصه لهم في الأسواق والامكان العامة حتى تُرضي الجميع ولا تقطع أرزاقهم، بدلاً من الاعتداء عليهم وفضّهم من اماكنهم التي يعملون فيها طلباً للرزق ومحاولةً منهم في تحسين ظروفهم المعيشية.