الرئيسية محلي عرض الخبر

الاحتلال يفرض قيود مشددة على احتفالات المسيحيين بـ"سبت النور"

الاحتلال يفرض قيود مشددة على احتفالات المسيحيين بـ"سبت النور"

2023/04/12 الساعة 03:34 م
الاحتلال يفرض قيود مشددة على احتفالات المسيحيين بـ"سبت النور"

فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيود مشددة على احتفالات المسيحيين في مدينة القدس المحتلة بيوم "سبت النور"، الذي يسبق "عيد الفصح المجيد"، عبر نصب الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة، وتقليص عدد المسيحيين المشاركين.

وتستهدف سلطات الاحتلال المسيحيين في القدس كل عام وتُنغص عليهم احتفالاتهم بأعيادهم، وتفرض قيودًا على ممارسة حقهم بالعبادة، في محاولة لإنهاء الوجود المسيحي، وطمس الهوية الإسلامية المسيحية الحقيقية للمدينة.

قيود مشددة

قال رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني إن "سلطات الاحتلال قررت فرض قيود مشددة على وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة السبت المقبل، للاحتفال بيوم "سبت النور"، عبر إغلاق عدد من أبواب البلدة القديمة المؤدية للكنيسة، ونصب الحواجز العسكرية في محاولة لمنع وصول المصلين المسيحيين".

وأفاد بأن الاحتلال يشترط للصلاة في كنيسة القيامة الحصول على تصاريح خاصة، كي يتحكم في أعداد المسموح لهم بالدخول للكنيسة، ومن أي أماكن يتم توافدها.

وشدد دلياني على  أن سياسة فرض القيود على غير اليهود في القدس تشكل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة، والحق في ممارسة شعائرنا الدينية، وتؤكد على نهج التضييق والقمع الذي تمارسه حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، دون مراعاة للقانون الدولي والمواثيق الدولية.

وتابع "من حقنا الطبيعي ممارسة العبادة في كنيسة القيامة والاحتفال بيوم سبت النور، لكن سلطات الاحتلال تحاول دائمًا أن تفرض سيطرتها وتمنعنا من ذلك، بالإضافة إلى منع مسيحيي قطاع غزة والضفة الغربية من الوصول بحرية إلى كنيسة القيامة.

وأضاف دلياني أنه "ليس من حق الاحتلال التدخل في شؤوننا، وسنقوم بممارسة شعارنا الدينية والتقليدية بغض النظر عن هذه الإجراءات والممارسات العنصرية".

طمس الهوية

وأكد لديلياني أن سلطات الاحتلال، تحاول تغيير الهوية والطابع الإسلامي المسيحي الحقيقي لمدينة القدس، عبر استهداف كل ما هو غير يهودي، من أجل تعزيز الرواية الصهيونية المختلقة حول هوية المدينة المحتلة.

وحذر من حدوث مواجهات وصدامات خلال الاحتفال بـ"سبت النور"، مثل ما شهده العام الماضي من اعتداءات إسرائيلية على المسيحيين، ومحاولات لعرقلة وصولهم إلى كنيسة القيامة.

وأضاف "رغم أنف الاحتلال، إلا أننا سنعمل على كسر كل الحواجز واختراقها وصولًا إلى الكنيسة، وممارسة حقنا الطبيعي في أداء شعائرنا الدينية".

وأكد دعمه لموقف الكنائس، وخاصة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية الرافض للإجراءات الاحتلالية، داعياً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنهاء هذا الوضع، ووقف الاعتداءات على المصلين وحقوقهم ومقدساتهم الدينية في القدس.

وأفاد بأن "الاحتلال يحاول طمس معالم الهوية العربية الإسلامية المسيحية في القدس، واستبدالها بمظاهر يهودية تتوافق مع روايته الكاذبة حول المدينة المقدسة، وهذا أحد أهداف النظام السياسي في إسرائيل".

وبين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقدم كل الدعم للمستوطنين والجمعيات المتطرفة لارتكاب أعمال إرهابية واستفزازية بحق المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس.

وأكد على ضرورة التدخل العاجل والسريع لوقف كل أشكال الإرهاب والاضطهاد الديني الذي نتعرض له بالمدينة، والعمل على إنهاء الاحتلال، وتحقيق والعدالة في المنطقة، مؤكدًا أن القدس مدينة مقدسة، وحمايتها واحترامها يعد واجبًا دينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا.

إنهاء الحضور المسيحي

من جانبه، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن "الاحتلال يستهدف المسيحيين في مقدساتهم وأعيادهم، وسرقة أوقافهم، في إطار مؤامرة ممنهجة لتهميش وإضعاف الحضور المسيحي في فلسطين، والقدس المحتلة".

وأضاف "بدأنا نلحظ وجود استعدادات إسرائيلية غير مسبوقة في يوم سبت النور، لكن تقول إن كل هذه الاجراءات هدفها تأمين الوصول إلى كنيسة القيامة وترتيب الأمور بشكل آمن، لا نعتقد ذلك بل ستكون هناك عراقيل غير مسبوقة أمام المسيحيين المحليين والزوار والحجاج اللاتين".

وشدد حنا على أنه يحق للمسيحيين الفلسطينيين كما الزوار والحجاج اللاتين من مختلف أرجاء العالم أن يصلوا إلى كنيسة القيامة دون أية عراقيل، وليس من العدل أن يُمنع أحد.

وتابع "عبرت الكنائس عن موقفها وطالبت بحرية الوصول إلى كنيسة القيامة، لكن "يبدو أن ما يخطط على الأرض شيء آخر، فمن يشاهد الحواجز الحديدية والاستعدادات الشرطية يظن أننا مقبلون على جبهة حرب وليس على السبت العظيم".