الإفطار الجماعي مظهر جميل في غزة قد يُقابل بالرفض !

الإفطار الجماعي مظهر جميل في غزة قد يُقابل بالرفض !

2023/04/18 الساعة 03:56 م
الإفطار الجماعي مظهر جميل في غزة قد يُقابل بالرفض !

خاص/ اليوم الاخباري

من العادات المجتمعية الجميلة التي اعتاد عليها أهالي قطاع غزة هي اعدادهم لموائد الافطار الجماعية في شهر رمضان المبارك من كل عام وذلك في نوعٍ من التآخي والتقارب بين سكان القطاع ونشر الألفة بينهم، من أجل ترسيخ القيم النبيلة والعادات التي يستحق أن يتبعها الأجيال القادمة في نشر المحبة والوئام بين أبناء الشعب الفلسطيني.

تبدأ هذه الفعاليات بمبادرات شبابية يقوم أبناء المدينة الواحدة بالدعوة اليها حيث يتم توفير مكان كبير يتّسع لعدد كبير من المواطنين من أجل احضار كل واحدٍ منهم الطعام من بيته والتجمع في هذه الساحة من أجل الافطار مع جموع المواطنين، من يمتلك القدرة على احضار طعامه والمشاركة يكن أول الحاضرين ومن لم يتملك القدرة في ذلك يتم توفير الطعام له بسبب كرم السكان الذين يحضرون الطعام بكميات كبيرة لمساعدة المحتاجين وضمّهم لهذا الحشد الكبير في الساحة الواحدة التي تجمعهم.

"اللّمة اللهوانية 2" دعوة عامة صدرت من سكان مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في المنتصف من الشهر الفضيل كإعلان لكل مواطن يرغب في المشاركة فيها، وتبادل المواطنون موائد الافطار التشاركية التي تحتوي على الأكلات الفلسطينية الشعبية والتقليدية وأحضروا الفواكه والأنواع المختلفة من الحلوى محققين أجمل الجلسات يتخللها فقرات ومسابقات ومديحٍ نبوي.

هذه المبادرة الجميلة الخاصة في بيت لاهيا تحققت بعدها في مخيم جباليا وبيت حانون والنصيرات ورفح وغيرها من محافظات القطاع، لكن وعلى ذات الخُطى قرر عدد من الصحفيين والنشطاء الاعلان عن افطار جماعي في محافظة غزة بحيث يتم اقامتها في ساحة السرايا او ساحة الكتيبة بسبب العدد الكبير الذي سيحضر في هذا الافطار، وتم تقديم طلب رسمي لحكومة حماس لإقامة هذا الافطار إلا أن طلبهم قوبل بالرفض التام، حيث تفاجأ المنظمين والصحفيين من ردة الفعل الصادرة عن الحكومة.

كانت الفكرة الأساسية لإقامة الافطار الجماعي وسط غزة هي التطبّع بالعادات الجميلة التي تعتادها بعض المدن والمخيمات في القطاع، لإدخال الفرح والبهجة على أبناء شعبنا وكسر الروتين اليومي للإفطار المنزلي، ولكن تفاجأ القائمون على هذه المبادرة برفض تام من قبل الحكومة لإقامة إفطار جماعي في ساحة السرايا او الكتيبة وفرضوا عليهم العمل بصالة مغلقة فقط، مع العلم أن الخطاب المرسل لجهات الاختصاص يتضمن بأن هذه المبادرة هي مبادرة اجتماعية وانسانية بعيداً عن أي توجهات وأفكار سياسية.

حيث كان من المفترض أن يتم عمل هذه المبادرة في ساحة السرايا أو ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، تتضمن الافطار الجماعي لعامة الناس مجتمعين في مكانٍ واحد، يتناولون طعام الافطار في شهر رمضان الكريم ويتخلل هذا الجمع فرقة فنية للمديح النبوي بما يناسب مع فضل الشهر الكريم.

حاولت المجموعة القائمة على تلك المبادرة تقبُّل الرفض الحكومي دون ابداء أي اعتراض حفاظاً على شهر رمضان بعيداً عن أي مشاكل، مستغربين في ذات الوقت سبب منعهم من تنفيذ مبادرتهم التي تهدف لترسيخ عادة مجتمعية حميدة بعيداً عن أي شيء آخر له علاقة في السياسة، الأمر الذي زادهم حسرة وخيبة أمل جديدة.