تحدثت قناة عبرية مساء اليوم الخميس، عن مناقشات سرية بدأت في الأسابيع الأخيرة تتعلق بتطوير حقل غاز " غزة مارين"، والذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا من شواطئ القطاع.
وقالت القناة 13 العبرية، إن "تجديد هذه المباحثات يعتبر جزءًا من العمليات السياسية والأمنية التي تجري بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، خاصة في لقاءات العقبة وشرم الشيخ".
وأوضحت أنه في إطار المناقشات، برزت بعض التعقيدات إذ أنه لا يمكن للسُلطة الفلسطينية تشغيل الحقل بمفردها، لذا فإن الحل هو أن ترعى مصر هذا المشروع.
وأضافت القناة "بدأت إسرائيل بالفعل محادثات مع المصريين بل كانت هناك اجتماعات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والمصريين في الآونة الأخيرة".
وقالت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع، إن "أي خطوة من هذا القبيل قد تثير انتقادات عامة في إسرائيل حول مسألة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لدى حركة حماس "، في حين شدد المسؤول على أن اتفاقية من هذا القبيل سيتم إبرامها مع السلطة الفلسطينية نفسها وليس مع السلطات في غزة.
وأشارت إلى أنه مع الانتهاء من المناقشات في مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، التي تجري في محاولة لوضع خطط محتملة للدفع باتجاه استخراج الغاز من "غزة مارين"، سيتم طرح هذه الخطط على الحكومة الإسرائيلية.
وأفادت القناة 13 العبرية، بأن إسرائيل أخطرت السلطة الفلسطينية والجانبين الأميركي والمصري، "عبر عدة قنوات"، باستئناف المباحثات الإسرائيلية الداخلية في هذا الشأن، بحسب التقرير.
وعبر الجانبين المصري والأميركي عن دعمهما لهذه المساعي، في حين أعرب الجانب الفلسطيني عن تشككهم من المساعي الإسرائيلية، وذلك في أعقاب "مناقشة هذه المسألة في الماضي في عدة مناسبات وانتهت دون قرار إسرائيلي".
وأوضحت القناة أن الفلسطينيون يملكون أول حقل اكتشف في منطقة شرق المتوسط بنهاية تسعينيات القرن الماضي، المعروف باسم "غزة مارين"، ولم يستخرج الغاز منه حتى اليوم، بسبب الرفض الإسرائيلي لطلبات فلسطينية من أجل استغلاله.
وبينت أن الحقل يقع على بعد 36 كيلومترا غرب غزة في مياه المتوسط، وطوّرته عام 2000 شركة الغاز البريطانية "بريتيش غاز" التي خرجت منه لمصلحة شركة "رويال داتش شل" التي غادرت أيضا في 2018.
ويقدّر الاحتياطي في الحقل بـ1.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، أي 32 مليار متر مكعب، بما يعادل طاقة إنتاجية قدرها 1.5 مليار متر مكعب سنويا لمدة 20 سنة، بحسب القناة 13 العبرية.
ونفى مصدر فلسطيني مطلع في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وجود أي اتفاق مصري فلسطيني إسرائيلي لاستخراج الغاز من حقل "غزة مارين".
وأفاد المصدر بأن "نشر الإعلام الإسرائيلي عن اتفاق مصري فلسطيني إسرائيلي لتطوير حقل الغاز على شواطئ قطاع غزة غير دقيق".
وقال إن "المشاورات بيننا وبين مصر لا يذكر فيها الجانب الإسرائيلي مطلقا، لن ندفع لإسرائيل لكي نستخرج ما هو ملك لنا، هذا مرفوض، المطلوب من إسرائيل عدم عرقلة العمل فقط".
وشكلت الحكومة الفلسطينية، حينها لجنة وزارية للمتابعة مع صندوق الاستثمار الفلسطيني (الصندوق السيادي)، لإتمام اتفاق مع مصر لتمويل وتشغيل حقل الغاز الفلسطيني قبالة قطاع غزة. وحسب المصدر، فإن "المباحثات مع مصر ستنجز خلال أشهر قليلة".
وفي نهاية العام الماضي، قالت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، إن "مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفقت على تطوير حقل الغاز الطبيعي على شواطئ قطاع غزة". وأشارت إلى أن أرباح حقل الغاز ستعود للسلطة الفلسطينية وإسرائيل.