من أدار معركة ثأر الأحرار وهل حماس كانت على اتصال مع الجهاد؟

من أدار معركة ثأر الأحرار وهل حماس كانت على اتصال مع الجهاد؟

2023/05/17 الساعة 02:32 م
من أدار معركة ثأر الأحرار؟ وهل حماس كانت على اتصال مع الجهاد؟

خاص/ اليوم الاخباري

تعتبر فلسطين محط صراع بين أصحاب الأرض الذين يصارعون المحتل على البقاء فيها والتشبّث بمكنوناتها، وبين محتلٍ دخيلٍ على هذه الأرض استوطنها ويرغب في سلبها من أصحابها بكل ما تحويه تحت أعينهم وعلى مرأى ومسمع العالم الذي لا يستطيع تقديم أي شيء للقضية الفلسطينية من أجل نصرتها.

غزة كغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية الذي يحاول الاحتلال ابتزازها وفرض الحصار عليها، حيث يفرض الاحتلال الاسرائيلي حصاره على قطاع غزة منذ عام 2007 منذ تولي حركة حماس زمام الحكم في القطاع، ما دفع العجلة الاقتصادي للتضرر بشكل كبير، وعطـّل عدّة مجالات وألقى بظلاله على العديد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.

رغم الحصار المفروض على غزة الا أن الاحتلال يُغير على القطاع بين الحين والآخر بشن عمليات عسكرية قاسية يُدمر فيها الفصائل من أجل اضعاف حركات المقاومة بل القضاء عليها، ويلحق هذا الاعتداء قتل المدنيين واستهداف المنازل والمنشآت والأراضي الزراعية ما يسبب الخسائر المادية والبشرية للمواطنين.

حكومة حماس هي التي تُدير قطاع غزة، في كل جولة تصعيد مع المحتل تشارك فيها حماس تمتد هذه الجولة لأيام بل ولأشهر أحياناً، هذا في حال كانت الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال تستهدف حماس على وجه التحديد، أما في حال كانت العمليات العسكرية التي تستهدف أي تنظيم آخر غير حركة حماس فإن الجولة لا تمتد سوى أيام وتنتهي فور تحقيق الاحتلال الغاصب أهدافه منها خاصة في حال أقدم على اغتيال قيادات للتنظيم المستهدف، دون تدخل من التنظيمات الأخرى.

ومؤخراً تعمل كافة التنظيمات الفلسطينية في غزة تحت لواءٍ واحد وغرفةٍ واحدة يسمونها "غرفة العلميات المشتركة" والتي تضم كافة الأذرع العسكرية لكافة الفصائل الفلسطينية والتي تأتي في إطار الرؤية الجديدة التي يطلقون عليها "وحدة الساحات" بعيداً عن المناكفات السياسية الداخلية بينهم إلا أنهم موحّدين في مواجهة ومجابهة الاحتلال وظلمه.

البعض يلقي اللوم على عدم تدخل حماس والآخر ينعتها بالتخاذل في الوقوف بشكل واضح وبارز مع حركة الجهاد، ولكن تدخلها لن ينصب في مصلحة القطاع هذه الفترة كونها هي من تدير عجلة الحياة بغزة وأن التدخل قد يؤدي إلى دمار ما حاولت إعماره وتطويره على الصعيد الوزاري والمؤسساتي والحياتي تحاول الفصائل الفلسطينية داخل الغرفة المشتركة إدارة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي بحنكة وعقلانية، حيث اليوم لا يمكن لأي تنظيم أن يُطلق الصواريخ لوحده دون الرجوع للحاضنة الموحدة والغرفة المشتركة، ولا يمكن أن ينفرد أي تنظيم في الساحة لوحده بسبب وحدة الساحات التي يعملون وفقها، فيعملون وفق انسجام وتفاهم تام في ظل الغرفة المشتركة التي تمثل مظلة للجميع وحالة وحدوية، ما ينعكس على تكتيكات المواجهة التي يحددها الميدان بما يحقق الإنجاز ويخدم الأهداف المرسومة بدقة في كل مواجهة مع الاحتلال.