مسيرة الأعلام .. قنبلة موقوته تتدحرج في شوارع القدس

مسيرة الأعلام .. قنبلة موقوته تتدحرج في شوارع القدس

2023/05/18 الساعة 12:31 م
مسيرة الاعلام

اليوم الإخباري - محمد النجار

تشهد مدينة القدس المحتلة حالة من الترقب المشبّع بالتوتر، على وقع ما يُسمى "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية الاستفزازية التي تُنظمها جهات إسرائيلية سنوياً منذ عام 1968 احتفالاً باحتلال الشطر الشرقي من القدس في نكسة يونيو/ حزيران 1967 تحت مُسمى "يوم توحيد القدس".

وستُنظم المسيرة اليوم الخميس، بحيث تنطلق من غرب المدينة، لتشق طريقها عبر أبواب البلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق، وسط تأهب وتخوفات إسرائيلية من اشتعال الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية.

ويرى مختصون وفق متابعة موقع اليوم الإخباري أن مسيرة الأعلام الإسرائيلية تسهدف الهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس، مؤكدين على أنها قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع في المنطقة.

واعتبر الناطق باسم حركة (حماس) حازم قاسم أن ما يسمى بـ "مسيرة الأعلام"، هي إحدى أدوات الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال ضد هوية المسجد الأقصى المبارك، والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة.

وأكد قاسم أن "هذه المسيرة وكل السياسات التهويدية في مدينة القدس لن تغير من حقيقة فلسطينية وعروبة المدينة، وأن المستوطن الصهيوني هو طارئ غريب لا مكان له عليها".

وشدد الناطق باسم (حماس) على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع دفاعاً عن هوية القدس والأقصى، مشيرا إلى أن المعركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية مفتوحة على مصراعيها.

من جانبه، قال المحلل السياسي حسام الدجني، إن هدف إسرائيل من مسيرة الأعلام التأكيد على هوية القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار السيادة على كامل حدود المدينة المقدسة.  كما يريد اليمين تثبيت منفذ مباشر إلى الأماكن المقدسة، وتنفيذ قانون أساس القدس عام 1968م الذي أدى إلى ضم الجزء الشرقي من المدينة.

وأوضح الدجني أن المخاوف الفلسطينية ناتجة من أن مسيرة الأعلام جزء من استراتيجية كاملة متكاملة لتهويد المدينة المقدسة والسيطرة عليها، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي فيها، وكذلك زيادة أعداد المتظاهرين وسلوكهم بالاعتداء على منازل ومحال الفلسطينيين في شرقي المدينة، وهتافهم المستفز للفلسطينيين وتحديهم للمجتمع الدولي وللقانون الدولي، وسط صمت الجميع سوى بعض البيانات الخجولة التي تستنكر وتدعو للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس.

بدوره، قال المحلل السياسي شرحبيل الغريب، إن مسيرة الأعلام تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية للهيمنة على المدينة المقدسة تحت شعار" القدس موحدة"، واكتسبت أهمية في السنوات الأخيرة مع تعاظم تأثير اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأوضح الغريب أن هناك عدت سيناريوهات مطروحة لمواجهة مسيرة الاعلام الإسرائيلية في القدس أولها: تنظيم مسيرات حاشدة في قطاع غزة ترفع فيها العلم الفلسطيني، والالتحام الشعبي الجماهيري للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948م، والاشتباك المباشر مع المستوطنين وجيش الاحتلال ورفع العلم الفلسطيني وتعزيز نهج الندية في نفس التوقيت التي تنظم فيه المسيرة.

وأضاف أن السيناريو الثاني: استخدام القوة العسكرية وإطلاق صواريخ من قبل فصائل المقاومة في قطاع غزة كما حدث عام 2021 في معركة سيف القدس، أو تفعيل العمليات المسلحة في الساحات الفلسطينية المختلفة، لتثبيت قواعد اشتباك متعلقة بالقدس على وجه الخصوص، والتأكيد على أن المقاومة قادرة على مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال في المسجد الأقصى.

أما السيناريو الثالث: اللجوء الى استخدام القوة العسكرية وإطلاق صواريخ من إحدى الجبهات الخارجية كما حصل من جبهة لبنان وسوريا وربما تدخل ساحات جديدة على خط المواجهة.

ورجح الغريب السيناريو الأول، الحشد والالتحام الشعبي ومواجهة مسيرة الأعلام بمسيرة أعلام فلسطينية في قطاع غزة وكافة المناطق الفلسطينية ومخيمات الشتات، مع احتمالية كبيرة لتفعيل الساحات الفلسطينية الأخرى بعمل مقاوم.

وبالتوازي مع مسيرة الاعلام الإسرائيلية، من المقرر أن تنطلق عصر اليوم الخميس 18 مايو 2023، مسيرة أعلام فلسطينية عند الحدود الشرقية لمدينة غزة، تزامنًا مع مسيرة الأعلام الاستيطانية التي ينظمها الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.

وسيشارك الآلاف في المسيرة التي ستتوجه إلى مخيم ملكة شرق غزة بعد صلاة العصر مباشرة، وسيتخللها رفع العلم الفلسطيني وفعاليات مختلفة، تأكيدًا على رفض العدوان الصهيوني على مدينة القدس والمتمثل بمسيرة الأعلام.

وتأتي هذه الفعالية تأكيدًا إضافيًا على تمسك الفلسطيني بمقدساته ورفضه المس بها وانتهاكها من قبل المستوطنين وقادتهم المتطرفين.