يتّوجه حجاج بيت الله الحرام، غدا الاثنين، الموافق الثامن من ذي الحجة وهو (يوم التروية) محرمين على اختلاف نسكهم، إلى صعيد منى اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ويوم التروية هو أحد أيام عشر ذي الحجة التي أقسم الله سبحانه وتعالى بها في القرآن الكريم لفضلها وعظمتها فقال {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وهو من الأيام التي يستحب فيها الإكثار من ذكر الله تعالى، ويشمل الذكر التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح.
ويُحرِم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، ويبقى الحجاج بمنى إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، ثم يتوجهون للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إلى منى بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى. ويجوز التعجّل قبل اليوم الأخير والاكتفاء بالأيام الثلاثة الأولى.
والسنّة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، ثم يتوجه إلى عرفات بعد فجر التاسع من ذي الحجة ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال فيصلي الحجاج بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، وتحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، فبه رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستن المسلمون بسنته.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاثة التي ترمى، ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية.
ويتدفق ضيوف الرحمن صباح الثلاثاؤ التاسع من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليؤدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة.